واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- تتمركز مدمرتان أمريكيتان في البحر المتوسط بالقرب من سوريا، وتحمل المدمرتان صواريخ توماهوك كروز، التي استخدمها الجيش الأمريكي في ضرب قاعدة "الشعيرات" العسكرية، في أبريل/ نيسان 2017، إثر اتهام نظام بشار الأسد بشن هجوم كيماوي في خان شيخون.
والأجواء الآن تبدو مشابهة بدرجة كبيرة لما حدث قبل عام، إذ يواجه نظام الأسد مجددا اتهامات بشن هجوم كيماوي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية. وفي ظل تصريحات مشتعلة بين أمريكا وروسيا حول سوريا، يترقب العالم أن ينفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، باستخدام صواريخ "جديدة وذكية"، ولكن ما هي القدرات العسكرية التي تملكها أمريكا بالمنطقة لتوجيه هذه الضربة.
بالإضافة إلى المدمرتين، من المحتمل أن للولايات المتحدة غواصات قبالة سواحل سوريا مستعدة أيضا لإطلاق صواريخ توماهوك كروز عالية الدقة، إذ يقول المحلل العسكري جون كيربي، المتحدث الأسبق باسم وزارة الدفاع الأمريكية: "لا تستبعدوا احتمالية الغواصات المسلحة بصواريخ توماهوك". وأضاف كيربي، في تصريحات لـCNN، أنه "ليس أمرا غير عادي أن تتواجد هذه الغواصات في البحر المتوسط وقد سبق استخدامها في ضرب أهداف في شمال أفريقيا".
وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة لديها أيضا طائرات شبح "F-22" متمركزة في قطر، والتي يمكن استخدامها لتفادي أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية الصنع التي يمتلكها الجيش السوري، لكنه أوضح أن استخدام طائرات يقودها طيارون يعد مخاطرة لأن أنظمة الدفاع الصاروخي لديها قدرات جيدة.
من جانبه، رأى المحلل آدم ماونت، كبير الباحثين في مركز "American Progress" أنه "مع الأخذ في الاعتبار تهديدات المسؤولين الروس، سوف تتردد الولايات المتحدة في المخاطرة بحياة الطيارين الأمريكيين، وسوف تختار على الأغلب توجيه ضربات من غواصات أو طائرات بعيدة المدى". وقال إنه يمكن استخدام صواريخ "JASSM" بعيدة المدى التي يمكن إطلاقها من خارج نطاق الدفاعات الجوية باستخدام طائرات من طراز "B-1B" و"B-52" وكذلك "F-16" و"F-15E".
وأضاف ماونت، في تصريحات لـCNN، أن "صواريخ JASSM يمكن توجيها لإصابة الأهداف المحددة مع مستشعرات Infrared، ما يجعلها جديدة وذكية"، في إشارة إلى الوصف الذي استخدمه ترامب على الصواريخ التي قال إنه سيتم استخدامها في سوريا. وتابع بالقول إن "الولايات المتحدة طورت جيلا جديدا من الذخائر الإلكترونية والأسلحة المصممة للمساعدة في وصول الضربات الأمريكية إلى أهدافها، ويمكن أن يتم استخدامها".
ورغم قدراتها العسكرية، تأمل الولايات المتحدة أن تشارك طائرات وسفن حربية بريطانية وفرنسية في الضربة العسكرية لسوريا. وأفادت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية بأن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمرت بتحرك غواصات بريطانية إلى نطاق يسمح بتوجيه ضربات صاروخية على سوريا، رغم عدم الإعلان الرسمي بعد عن إمكانية المشاركة البريطانية في توجيه ضربة للنظام السوري.
أما فرنسا فلديها 10 طائرات رافال متمركزة في الأردن والإمارات العربية المتحدة يمكن تسلحيها بصواريخ "Storm Shadow"، التي يبلغ مداها أكثر من 155 ميلا، وفقا لوزارة الدفاع الفرنسية، والجنرال المتقاعد دومينيك ترينكاند، وهذا يعني أن المقاتلات الجوية يمكنها إطلاق هذه الصواريخ دون دخول المجال الجوي السوري وتجنب الدفاعات الجوية الروسية. كما يمكن لفرنسا إرسال طائرات رافال من أراضيها وترتيب تزويدها بالوقود جوا خلال رحلتها، أو شن ضربات من الفرقاطة "Aquitaine"، وهي سفينة حربية مسلحة بـ16 صاروخ كروز.