واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- اعتبر نيكولاس هيراس، خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز "الأمن الأمريكي الجديد"، أن مصر لديها القدرة للتدخل في سوريا ضمن قوة عسكرية عربية مشتركة، لكنه رأى أن مصر ليس لديها الرغبة في التدخل.
وكانت مصادر أكدت لـCNN أن الولايات المتحدة تسعى إلى تشكيل قوة عربية مشتركة من المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت والأردن، وإرسالها إلى سوريا لتحل محل القوات الأمريكية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في سحب قواته.
قد يهمك/ هل ستحل قوة عربية بقيادة السعودية ومصر محل القوات الأمريكية في سوريا؟
وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض، في تصريحات لـCNN، إن جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد اتصل مؤخرا بالقائم بأعمال مدير المخابرات المصرية عباس كامل، الذي يوصف بأنه "كاتم أسرار" الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمعرفة موقف مصر من المشاركة.
وقال المحلل نيكولاس هيراس، لـCNN، إن "مصر ربما يكون لديها القوات العسكرية القادرة على أن تكون العمود الفقري للقوة العربية المشتركة في سوريا، ولكنها تفتقد إلى الرغبة في ذلك، كما أنها تتعامل مع عدة أزمات جارية داخل أراضيها"، في إشارة إلى حملة مكافحة الإرهاب في سيناء.
وظهر الاختلاف في الموقف المصري عن موقف المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى الأزمة السورية عدة مرات سابقا، كان آخرها إعلان المملكة العربية السعودية صراحة تأييدها للضربات التي شنتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع النظام السوري، بعد اتهامه باستخدام السلاح الكيماوي في دوما، بينما عبرت مصر عن قلقها مما وصفته بـ"التصعيد العسكري الراهن" على الساحة السورية.
وكشفت مصادر أمريكية مسؤولة، في تصريحات لـCNN، أن إدارة ترامب تدرس تقديم ما وصفته بـ"مكافأة إجبارية" للمملكة العربية السعودية من أجل إرسال قوات عربية إلى سوريا. وقال مصدر مطلع إن واحدة من الأفكار التي يدرسها حاليا مجلس الأمن القومي الأمريكي هو تقديم للسعودية عرض بأن تصبح دولة بدرجة "حليف رئيسي خارج الناتو" إذا وافقت على إرسال قوات وتقديم مساهمات مالية للتمويل اللازم.
.. وأيضا/ محلل عسكري لـCNN: إرسال قوات عربية إلى سوريا قد يوسع المواجهة مع إيران
وتصنيف المملكة العربية السعودية كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي سيكون اعترافا رسميا بوضعها كشريك استراتيجي عسكري مع الولايات المتحدة على درجة حلفاء رئيسيين مثل إسرائيل والأردن وكوريا الجنوبية. وقال هيراسإن "وضع حليف رئيسي خارج الناتو هو بمثابة ريشة على رأس عدة دول، وسيعزز دور الولايات المتحدة كضامن لأمن المملكة العربية السعودية". وأضاف أن ذلك "سيضع على الورق ما كان اتفاق نبلاء".
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال، الثلاثاء الماضي، ردا على تقارير محاولة تشكيل قوة عربية لإرسالها إلى سوريا، إن "هناك نقاشات مع الولايات المتحدة منذ بداية هذه السنة، وفيما يتعلق بإرسال القوات إلى سوريا قدمنا مقترحا إلى إدارة أوباما أنه إذا كان الولايات المتحدة سترسل قوات فإن المملكة ستفكر كذلك مع بعض الدول الأخرى في إرسال قوات كجزء من هذا التحالف".
وأضاف الجبير أن "الفكرة ليست جديدة، لدينا كذلك لدينا مقترحات لأعضاء من دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب في السنة الماضية لإدارة أوباما، وأجرينا كذلك نقاشات مع الولايات المتحدة حول ذلك وإدارة أوباما في النهاية لم تتخذ إجراء بخصوص هذا المقترح"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.