دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تابعت نشرات
الأخبار على شاشات التلفزيون المختلفة الاثنين لمتابعة آخر المستجدات
في قطاع غزة على خلفية افتتاح السفارة الأمريكية في القدس؟ لا بد أن
مشهدين متناقضين كانا يسيطران على الشاشة أمامك.
ففي النصف الأول من الشاشة يظهر المشاركون في حفل افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، وعلى رأسهم ايفانكا ترامب وزوجها، ورئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته. أما في النصف الآخر من الشاشة، فتظهر صورة أكثر إيلاما: الفلسطينيون في مواجهات عنيفة أمام الجيش الإسرائيلي، وأعمدة الدخان تنتشر في كل مكان، وأنباء عن ارتفاع أعداد القتلى والجرحى كل نصف ساعة.
ولكن ما يثير السخرية في كل ذلك هو وضع الشاشتين إلى جانب بعضهما البعض، ففي أحدها تظهر صورة ايفانكا ترامب وهي تصفق لأحد المتحدثين في الحفل، فيما على الناحية الأخرى من الشاشة تظهر مجموعة من الفلسطينيين وهم يحملون طفلا صغيرا أصيب خلال المواجهات.
بعدها بقليل، يظهر جاريد كوشنر وهو يتحدث عن السلام وكيف أنه أصبح في متناول اليد، وعلى الناحية الأخرى ترتفع أعمدة الدخان بعيدا في السماء منذرة بأجواء أكثر توترا قد تخيم على البلاد.
ولا يمكننا القول إن كوشنر تجاهل المتظاهرين الفلسطينيين، ولكن إشارته لم تأت بالشكل الذي أراده الفلسطينيون، إذ قال خلال كلمته: "هؤلاء ممن يتسببون بالعنف هم جزء من المشكلة، ولن يكونوا أبدا جزءا من الحل."
وخلال كلماتهم، بدا واضحا أن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس يتجاوز كونه فقط مرتبطا بعملية السلام أو حتى بإسرائيل، فالأمر كله يتعلق بوعود انتخابية قدمها ترامب وآن أوان الوفاء بها.