هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
أخيراً تمكّنت المرأة السعودية لأول مرة في تاريخها من قيادة سيارتها يوم الأحد 24 يونيو / حزيران. كانت السعودية آخر دولة في العالم لا تسمح للمرأة فيها بقيادة السيارة حتى يوم الأحد. ورغم أن السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة يعتبر إنجازاً تاريخياً، إلا أن من المتوقع أن يفتح ذلك لها أبواباً أخرى من الإنجازات الهامة.
منذ فترة ليست بالبعيدة، كانت المرأة الإيرانية مصدراً للإلهام للمرأة في المنطقة بشكل عام من عدة نواحٍ. قبل الثورة الإيرانية، منح شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي المرأة الإيرانية حق الانتخاب بالرغم من الاعتراضات الكثيرة التي واجهها من الإسلاميين المتشددين، خاصة من قائد الثورة ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني. لكن الثورة دفعت بالمرأة الإيرانية إلى الخلف وفقدت كثير منهن أعمالهن ووظائفهن، وأجبرن على ارتداء الحجاب، بالإضافة إلى فرض عدد من القوانين الخاصة بالمرأة من قبل الجمهورية الإسلامية وحكامها من رجال الدين المتشددين.
لكن مواقع الإعلام الاجتماعي في إيران مليئة اليوم بالتعاطف والثناء من قبل النساء الإيرانيات على شقيقاتهن السعوديات اللاتي ألهمنهن من عدة نواحٍ منذ السماح للمرأة السعودية بالدخول إلى ملاعب كرة القدم وحضور المباريات الحية التي لا تزال المرأة الإيرانية ممنوعة من حضورها حتى الآن. والفضل في الإنجازات التي حصلت عليها المرأة السعودية يعود بشكل أساسي إلى ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان الذي يقف وراء القرارات الشجاعة التي تؤيد حقوق المرأة في السعودية، ولا بد أن النظام الإيراني يشعر بالحرج عندما يرى المرأة السعودية تحتفل بدخولها الملاعب الرياضية بحرية.
وفي خطوة صغيرة ربما تقود إلى إلغاء منع دخول المرأة إلى الملاعب الرياضية، سمحت السلطات الإيرانية للنساء بدخول ملعب (ازادي) في طهران لمشاهدة مباريات كأس العالم على شاشة تلفزيونية عملاقة عندما لعب المنتخب الإيراني ضد المغرب وبعد ذلك ضد اسبانيا.
ردود الغعل الإيجابية على دخول الملعب كانت هامة جداً للمرأة الإيرانية رغم أن المباراة لم تكن تجري مباشرة في الملعب نفسه وتختلف عن تجربة المرأة السعودية التي دخلت الملعب وحضرت مباريات مباشرة منذ ستة أشهر.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قال في فترة سابقة إن الجمهورية الإسلامية تتحمل مسؤولية بروز التطرف في السعودية بعد الثورة الإيرانية في 1979. فقد كان هناك دور سينما منذ 40 سنة لكنها أغلقت بعد تصاعد قوة الحركات الإسلامية، كما تم تقييد حرية المرأة إلى حد كبير. ولا ينطبق هذا الأمر على السعودية فقط، بل تغيرت دول المنطقة بشكل عام منذ الثورة الإسلامية الإيرانية. فقد انتشر العداء والتطرف والكراهية ليس فقط داخل إيران، ولكن في دول المنطقة الأخرى أيضاً.
كل التطور الذي حققه شاه إيران السابق من الناحية الاجتماعية بالنسبة للمرأة اختفى بعد الثورة. الشعب الإيراني المتمدن والمثقف في حالة مواجهة شاملة مع النظام الإيراني لاسترداد حقوقه بطرق مختلفة، والمرأة الإيرانية تراقب اليوم شقيقتها المرأة السعودية وتستمد منها الوحي بطرق مختلفة بغض النظر عن السياسة.
رسائل التهنئة من النساء الإيرانيات العاديات إلى النساء السعوديات قد تكون فصلاً جديداً في العلاقات بين البلدين اللذين يشتركان في كثير من الأهداف والطموحات والتاريخ. وكما استطاعت المرأة السعودية الآن أن تحقق طموحها في قيادة السيارة في المملكة، سيأتي اليوم الذي تلتقي فيه نساء البلدين وتتشاركان في تحقيق الإنجازات وفي تحدي التشدد والتطرف.