جنوب سوريا والقضية الفلسطينية في صدارة مباحثات الصفدي ولافروف

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

موسكو، روسيا (CNN)-- تصدرت الأوضاع في الجنوب السوري والقضية الفلسطينية المباحثات التي أجراها وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، الأربعاء، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.

وركزت المباحثات، التي شهدتها العاصمة الروسية موسكو، على جهود وقف إطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور في الجنوب السوري على أسس تؤمن المواطنين السوريين وتضمن أمنهم وسلامتهم على أرضهم.

كما تناولت مباحثات الصفدي ولافروف التطورات المرتبطة بجهود حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد نموا مستمرا في جميع المجالات.

واتفق الوزيران على حتمية الحل السياسي للأزمة السورية، وعلى أهمية تكاتف الجهود لدعم مسار جنيف المستهدف إنهاء الأزمة على أساس قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤.

بدوره، أكد الصفدي ضرورة اتخاذ خطوات فورية للحؤول دون تهجير السوريين من بيوتهم وبلداتهم في جنوب سوريا، ولضمان سلامتهم وأمنهم وإمدادهم بالمساعدات من الداخل السوري.

وفِي مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف عقب المحادثات، أكد الصفدي ضرورة التوصل لوقف فوري للنار في الجنوب السوري، وإيجاد تسوية تضمن أمن المواطنين السوريين وسلامتهم وكرامتهم على أرضهم.

وقال الصفدي إن الأردن يتابع بقلق ما يجري في جنوب سوريا، مشددا على أن الأساس هو التوصل لتسوية سياسية للأزمة المتفجرة في الجنوب، ووقف إطلاق النار وبذل كل ما هو مستطاع لمنع "كارثة إنسانية".

وحذر الصفدي من أن الأردن "سيرد على أي تهديد لأمنه وسلامة مواطنيه". وقال إن "الأراضي الأردنية شهدت سقوط عشرات القذائف من سوريا على أراضيه بحمد الله لم توقع  أي إصابات"، مضيفا أن "قواتنا المسلحة الباسلة قادرة على تحديد مصادر القذائف ، وستقوم بواجبها وبممارسة حقها في حماية مواطنينا وبالرد على أي مصدر خطر أو تهديد لأمننا".

وقال الصفدي إن الأردن يعمل مع روسيا على جهود إنهاء الأزمة، لافتا إلى أنه أجرى محادثات صريحة ومعمقة مع لافروف حول ذلك.

على صعيد آخر، قال الصفدي إن محادثاته مع لافروف تناولت أيضا "قضيتنا المركزية الأولى، القضية الفلسطينية التي يحب حلها وفق حل الدولتين الذي يضمن انتهاء الاحتلال، وحق الفلسطينيين في الحرية والدولة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران، وعاصمتها القدس الشرقية شرطا لتحقيق السلام والاستقرار الشاملين".

وفِي رد على سؤال، قال الصفدي إن الأردن لم يطلع على تفاصيل خطة السلام التي يعمل عليها مستشار الرئيس الأمريكي جارد كوشنير. وقال إن "المملكة ستتعامل مع أي طرح حين يطرح عليها ووفق موقفها الثابت أن حل الصراع يحب أن يكون على أساس حل الدولتين"، لافتا إلى أن "الوضع الراهن غير قابل للاستمرار ويهدد بتفجر صراع جديد،  ولا سلام شاملا من دون زوال الاحتلال."

من جانبه، قال لافروف إن روسيا تثمن الجهود التي تبذلها المملكة الهاشمية لتحقيق المصالحة بين القوات السورية والجماعات السورية المعارضة المتمركزة على الحدود مع الأردن، مضيفا أن موسكو وعمان أكدتا في محادثاتهما ضرورة تنفيذ الاتفاقات الخاصة بالمنطقة الجنوبية لخفض التصعيد في جميع بنودها، بما فيها مكافحة الإرهاب.

ورأى لافروف الروسي أن جميع اللاعبين الدوليين يجب أن يقدموا مساعدات إنسانية لسوريا، "دون شروط سياسية مسبقة"، مضيفا: "ناقشنا هذه المسألة (المساعدات للاجئين) التي لا تزال تثير قلقا في الأردن. وأقصد هنا تواجد مئات آلاف اللاجئين السوريين في أراضي المملكة. وتدل بعض التقديرات على أن عددهم يبلغ مليون ومئتي ألف شخص. كما أنه يوجد هناك ازدحام للاجئين على الجزء السوري من الحدود بين البلدين".

وفي معرض كلمته، قال لافروف: "نحن قد شددنا على ضرورة تحقيق اتفاقات متعلقة بمنطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا مع التركيز على أهمية التخلص من الداعشيين في هذه المنطقة. وهذه المهمة أولوية خاصة في سياق تحسن الوضع على الأرض فيما يخص القتال ويمكن للاجئين السوريين أن يعودوا إلى ديارهم خاصة من الأردن ومن قرب الحدود هناك".

وعلى صعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال لافروف إن "روسيا والأردن يعبران عن قلقهما الشديد فيما يخص التسوية الشرق أوسطية. وأيضاً الأمر مقلق جداً عندما لا تتمسك بعض الأطراف بالأساليب الموجودة والتي تنص عليها القرارات الأممية".

وأضاف: "نحن على يقين أن الطريق الوحيد للتوصل للتسوية الشرق أوسطية هو الحوار المباشر الطرفين، وروسيا بدورها مستعدة لتقديم كل المساعدة في هذا الشأن. ونحن على استعداد لتقديم هذه المساعدة في الإطار الثنائي، علاقاتنا مع إسرائيل وفلسطين، وأيضاً في إطار الرباعية الشرق الأوسطية والوسطاء الدوليين."