هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
قبل أسبوع من بداية تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران، يبدو فعل السوق صادما ومقلقا، حيث هبط سعر العملة الإيرانية إلى مستويات قياسية مقابل الدولار الأمريكي. بعد أن كان الدولار الأمريكي يساوي 70 ريالا إيرانيا في 1979، وصل سعر الدولار ساعة كتابة هذا المقال إلى 111.500 ريال إيراني. أما ردة فعل الشارع الإيراني فهي أن هذا النظام الحاكم لم يعد قادراً على إدارة البلد وحكم الشعب الإيراني.
انهيار العملة الإيرانية إلى هذه المستويات القياسية يوضح الفشل الكامل للجمهورية الإسلامية بالتأكيد. الآن لم يعد الأصدقاء المقربون للنظام الإيراني، مثل حزب الله اللبناني أو الأسد في سوريا، قادرين على مساعدة هذا النظام على الاستمرار لأن المشاكل الاقتصادية ليس لها علاج عسكري عندما يكون الشعب جائعا وبائسا يبحث عن حل تحت وطأة هذا التضخم الكبير.
يبدأ تطبيق العقوبات الأمريكية على إيران في 6 أغسطس، بينما تبدأ العقوبات الخاصة بصناعة النفط في 4 نوفمبر. حتى التفكير بالصعوبات القادمة تدفع الإيرانيين إلى الإحساس بالضيق والانزعاج، ليس من ترامب، ولكن من القادة السياسيين ومساعديهم في طهران. بدلاً من التفكير في حل والتواصل مع الولايات المتحدة لإجراء محادثات لحل الأزمة، وعد النظام الإيراني بالانتقام من الأمريكيين وجميع مؤيديهم، وهذا يشمل حتى الدول الإقليمية التي تساعد الولايات المتحدة على زيادة الضغط على طهران.
مع الحديث عن تشكيل حلف (ناتو) عربي يهدف لمواجهة التهديد الإقليمي الإيراني، هناك إحساس حقيقي بعزلة الحكومة الإيرانية – حتى قطر، الحليفة المفترضة لإيران، قد تكون جزءاً من هذا التحالف العربي ضد إيران.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والأردن، لزيارة واشنطن في 12 أكتوبر لتشكيل هذا التحالف الإقليمي لتقوية الدول العربية في مواجهة التهديد العسكري الإيراني. الدرع الدفاعي الحديدي ضد الصواريخ هو جزء من خطة للحلفاء العرب من أجل الضغط على إيران وإجبارها التفاوض، وإلا فإن نظام طهران سيضطر لمواجهة شعبه الغاضب الذي تعب من النظام الحالي ويتوق للتغيير إلى أبعد حد.
ربما يحاول النظام الإيراني البحث عن مشكلة جديدة يحاول من خلالها التغطية على سوء إدارته وعلى الفساد المستشري في جميع مستويات وإدارات الدولة. ولكن، حسب فهمي للشعب الإيراني، فإنهم لا يمكن أن ينجروا إلى أي مواجهات أخرى وسيركزون على مواجهة النظام الديني الفاسد الذي يعتبرونه سبب كل المشاكل التي يعانون منها.
يتناقل الإيرانيون أخباراً عن تغييرات كبيرة في البلد في الوقت الذي يشعرون فيه بالقلق من المستقبل، لكن أفراد الشعب الإيراني يتساءلون عن الجهة التي يمكن أن يذهب إليها كل هؤلاء الملالي الفاسدين والمجرمين عندما تأتي هذه التغييرات المفترضة! شاه إيران السابق قرر مغادرة البلد عندما كانت جموع الشعب تهتف مطالبةً بموته وتطالبه بالتخلي عن العرش. لم يشأ الشاه مواجهة أبناء شعبه، وغادر بلده الحبيب وترك شعبه ليقرروا بأنفسهم مستقبل البلد، مهما كانت خياراتهم. ومات الشاه في القاهرة، التي كانت المنفى الذي اضطر أن يتوجه إليه، في 27 يوليو، وأقام له صديقه الرئيس المصري الأسبق أنور السادات جنازة رسمية.
إن الأشخاص الذين يديرون الجمهورية الإسلامية ليس لديهم مكان يمكن أن يذهبوا إليه أو أصدقاء يمكن أن يلجأوا إليهم. ولذلك أعتقد أن هذا يتركهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يلقوا بأنفسهم في البحر ويغرقوا في مياه الخليج، وإما أن يقاتلوا شعبهم حتى النهاية – وهو خيار صعب للغاية.