هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
سحب البرلمان الإيراني، الأحد، الثقة من وزير الاقتصاد الإيراني وإقالته من منصبه وتم استدعاء الرئيس الإيراني حسن روحاني للمثول أمام البرلمان، الثلاثاء، للإجابة على أسئلة حول الاقتصاد المتهاوي.
الاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل إليه منذ حوالي ثلاث سنوات في يوليو 2015 جعل الشعب الإيراني يعتقد أن الاقتصاد سوف يتحسن وأن ظروف حياتهم المعيشية سوف تتحسن. لكن تلك الآمال خابت ولم تتحقق، والسبب الرئيسي في ذلك هو الضغط الذي مارسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المتشددين الإيرانيين الذي هاجم دور الميليشيات الإيرانية في بعض دول المنطقة وخاصة في سوريا حيث تشكل تهديداً على أمن إسرائيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
ترامب يمتلك ورقة واحدة يمكن أن يلعبها مع الإيرانيين وذلك بأن يطلب من الرئيس الإيراني قبول الدعوة للقاء أو مواجهة العقوبات. ورغم أن التهديد ليس عسكرياً، إلا أن العقوبات أقنعت الإيرانيين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاقية عام 2012. في ذلك الوقت كان الإيرانيون يريدون الوصول إلى اتفاقية حول برنامجهم النووي أملا في أن يساعد ذلك على تخفيف العقوبات الأمريكية والأممية وتعيد تنظيم علاقة طهران مع المجتمع الدولي.
لكن الرئيس ترامب يريد الآن معالجة قضايا أخرى، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني، ضمن حزمة واحدة، لكن إيران ترفض فكرة التفاوض مع الشخص الذي لم يحترم الاتفاقيات الأخرى.
السلوك الإقليمي لإيران والتدخل في شؤون دول المنطقة وتوسيع رقعة الحرب بالوكالة في المنطقة ودعم منظمات تعتبرها وزارة الخارجية الأمريكية إرهابية، مثل حركة حماس وحزب الله، من بين القضايا التي يريد الرئيس ترامب الحديث عنها مع الإيرانيين.
لا تزال هناك دولتان، إيران وكوريا الشمالية، تصعب إدارتهما من حيث التواصل والدبلوماسية، ومواطنو هاتين الدولتين يشعرون أنهم رهينة في يد هذه الأنظمة.
الآن يريد الرئيس ترامب تعديل أدواته وإجراء تغييرات أخيرة بخصوص التواصل مع إيران وكوريا الشمالية، وهذه محاولة مثيرة للاهتمام لكنها صعبة في نفس الوقت. لم يعد التهديد العسكري الذي كان مطروحاً على الطاولة طوال الوقت أيام أوباما مطروحاً الآن، حيث أن ترامب يستخدم تهديد العقوبات الاقتصادية فقط لأنه يجدها أكثر فائدة من جميع الأدوات الأخرى.
لا يستطيع الإيرانيون مطلقاً إخفاء كراهيتهم لمستشار الأمن القومي الجديد في البيت الأبيض جون بولتون وهو لم يحاول إخفاء خيبة أمله في سلوك النظام الإيراني عندما كان سفيرا لبلاده في الأمم المتحدة في الفترة ما بين 2005 و2006. من الصعب تصديق أن رجال الدين في طهران يريدون حتى أن تلتقي أعينهم مع أعين ترامب أو بولتون، ناهيك عن مصافحة الرجلين أو التوصل إلى اتفاق معهما.
الورقة التي يريد الإيرانيون أن يلعبوها الآن هي مجرد شراء الوقت ومراقبة الأحداث السياسية في الولايات المتحدة.
إذا كان ترامب قد تسبب بإقالة وزير الاقتصاد الإيراني من منصبه واستدعاء روحاني إلى البرلمان، فإن الإيرانيين أيضا يستطيعون من طرفهم أن يجربوا حظوظهم وينتظروا الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في نوفمبر لمعرفة ما إذا كان ترامب سينجو أم لا.
لكن موعد بدء تطبيق العقوبات الاقتصادية القاسية هو 4 نوفمبر، أي قبل موعد الانتخابات الأمريكية، ويبدو أن الملالي في إيران متأخرون بضعة اسابيع عن ترامب في ممارسة هذه اللعبة بشكل متساو معه.