دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رسائل عديدة كشف عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال 5 لقاءات عقدها في نيويورك على هامش حضوره اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73.
وحسب بيانات أصدرتها الرئاسة المصرية يومي الأحد والاثنين عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، فقد استقبل السيسي بمقر إقامته بنيويورك الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية المصري واللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة المصرية.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بأن السيسي "أعرب عن اعتزازه بالعلاقات المتميزة والشراكة الاستراتيجية التى تجمع بين مصر والإمارات"، مؤكداً "حرص مصر على مواصلة العمل على تطوير تلك العلاقات في شتى المجالات".
كما أشار السيسي إلى أن "ما تشهده الدول العربية والمنطقة بشكل عام من أحداث وتطورات غير مسبوقة يدفع بضرورة تضافر الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك، ومواجهة محاولات التدخل في شئون الدول العربية وزعزعة استقرارها".
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن "الشيخ عبد الله بن زايد أشاد خلال اللقاء بالعلاقات القوية التى تربط بلاده مع مصر، وما يجمعهما من مصير واحد وأواصر أخوة ومودة"، مؤكداً "أهمية مواصلة العمل على تعزيز أطر التعاون بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين"، كما أعرب وزير خارجية الإمارات، عن حرص بلاده على "استمرار مستوى التنسيق والتشاور المكثف القائم مع مصر للتصدي للتحديات والمخاطر التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها الإرهاب"، مشيراً إلى "أهمية التكاتف العربي والوقوف صفاً واحداً في وجه محاولات تهديد أمن واستقرار الشعوب العربية".
كما استقبل السيسي بمقر إقامته بنيويورك دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وسيباستيان كورتز، مستشار جمهورية النمسا، وذلك بحضور شكري ورئيس المخابرات العامة المصرية. وصرح راضي بأن الرئيس المصري أعرب خلال اللقاء عن حرص بلاده على "تعزيز مختلف أوجه التعاون مع الاتحاد الأوروبي في ضوء ما يجمع بينهما من روابط متعددة وقوية، فضلاً عن المصلحة المشتركة في التصدي للتحديات التي تواجه منطقة المتوسط".
وجمع اللقاء الثالث السيسي مع جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي، وذلك بحضور شكرى والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية، والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة المصري، ورئيس المخابرات العامة المصرية.
وصرح راضي بأن السيسي رحب بلقاء رئيس البنك الدولي، مؤكداً "الأهمية الكبيرة التي توليها مصر لتطوير علاقاتها مع مجموعة البنك الدولي باعتباره أحد أهم شركاء مصر في التنمية، وأول مؤسسة تمويلية دولية تعاونت مع مصر فى تنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادي، وهو ما ينعكس في تطور واتساع التعاون بين مصر والبنك الدولي فى العديد من المشروعات في مختلف المجالات، بما فى ذلك المشروعات التنموية وتوفير الدعم الفني، وتعزيز دور القطاع الخاص، بالإضافة إلى دعم تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي".
وأضاف راضي أن "رئيس البنك الدولي أكد من جانبه مواصلة دعم البنك للإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها مصر علي ضوء جهودها الناجحة فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل، والذي أسفر عن تحقيق نتائج إيجابية واقعية على صعيد رفع معدلات النمو وخفض عجز الموازنة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وتوجيه نسبة خفض الدعم لصالح قطاع الخدمات واقامة المشروعات التنموية علي نحو جعل من مصر نموذجاً ناجحاً في تحقيق الاستقرار وفِي تنفيذ مراحل الإصلاح الاقتصادي في زمن قياسي وتحت قيادة حكيمة بالتعاون مع البنك الدولي الذي سيستمر في تنفيذ برامج التعاون مع مصر بل وتطوير أطر التشاور والتنسيق بين الجانبين دعما لتكملة الإصلاح الاقتصادي وخطة مصر الطموحة للتنمية".
وكان اللقاء الرابع بحضور السيسي عشاء العمل الذى نظمته غرفة التجارة الأمريكية، ومجلس الأعمال المصري الأمريكي، وشارك فيه عدد من رؤساء وقيادات كبرى الشركات الأمريكية العاملة فى مختلف القطاعات.
وأعلن راضي أن جون كريستمان، رئيس شركة "أباتشي" الأمريكية ورئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، رحب في بداية اللقاء بزيارة السيسي إلى نيويورك، مشيداً بـ"التحسن المضطرد الذي يشهده الاقتصاد المصري ونجاح الإجراءات التي تتخذها مصر لتحسين الوضع الاقتصادي وتشجيع الاستثمار"، مؤكداً عزم مجلس الأعمال المصري الأمريكي على "مواصلة تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين فى المجالات المختلفة".
بدوره قال السيسي إن "الشراكة المصرية الأمريكية كانت وما تزال إحدى ركائز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، لاسيما وأن مصر تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول المستقبلة للاستثمارات الأمريكية في أفريقيا، والثانية في الشرق الأوسط، كما تظل الولايات المتحدة أحد أكبر وأهم الدول المستثمرة في السوق المصري".
واستعرض السيسي الأوضاع في مصر، معتبرا أن بلاده "حققت إنجازات كبيرة على صعيد تحقيق تطلعات الشعب المصري نحو تثبيت دعائم أركان الدولة والحفاظ على استقرارها واستتباب أمنها، وإنجاز خطوات ملموسة على صعيد تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي متكامل يعزز الاستقرار المنشود في مؤشرات الاقتصاد الكلى، ويضع حلولاً جذرية لمشكلات اقتصادية هيكلية ظل يئن تحت وطأتها الاقتصاد الوطني لعقود طويلة".
وتابع: "مصر تمكنت من إجراء إصلاحات هيكلية ضرورية في مجالات الصناعة وبيئة الاستثمار والتصدير، ونجحت في تنفيذ برامج اجتماعية فعالة لحماية الطبقات الأكثر احتياجاً"، منوها بأن "مصر اتخذت عدداً من قرارات الإصلاح الاقتصادي الجريئة، وغير المسبوقة، استكمالاً لبرنامج الإصلاح الذي تم وضعه بالشراكة مع صندوق النقد الدولي، وبموجب الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة (رؤية مصر ٢٠٣٠)، موجهاً التحية في هذا السياق إلى "إصرار وعزيمة الشعب المصري على معالجة الاختلالات المزمنة والمتراكمة التي عانى منها الاقتصاد الوطني واستعداده لتحمل أعباء ذلك بصبر، باعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد لتحسين مستوى معيشة المواطنين وجودة حياتهم، وهو الهدف الذي تسعى إليه الدولة بكل قوة".
وأكد أن "الدولة تواصل بكل عزم تنفيذ سلسلة المشروعات القومية الكبرى التي أطلقتها منذ عام ٢٠١٤، فضلاً عن إحراز تقدم كبير على صعيد تطوير ورفع كفاءة شبكة الطرق القومية في مختلف أنحاء الدولة المصرية، من خلال مشروعات عملاقة بمجال الطرق والكباري ومحاور النيل، سيكون لها تداعيات إيجابية على حركة الاستثمار والتجارة بمصر والمنطقة".
وشدد السيسي على أن "العلاقة مع الولايات المتحدة استراتيجية وقوية"، مشيراً إلى أن "هذه العلاقات تكتسب أهمية خاصة في ضوء تطورات الأحداث بمنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية وانتشار الإرهاب بالمنطقة".
ويرى السيسي أن "الاستقرار في مصر ليس قائماً على الجهود الأمنية فقط وإنما على قناعة الشعب المصري بحتمية الحفاظ على الاستقرار وعلى مقدراتهم ومصالحهم العليا وعدم الرضوخ للإرهاب، مشيراً إلى أن "استقرار مصر له تداعيات كبيرة على المنطقة والعالم، ويسهم في استعادة الأمن والاستقرار ودفع جهود التنمية بالمنطقة".
كما أوضح السيسي أن "الدولة تهدف لتعزيز المواطنة الحقيقية والمساواة الكاملة بين كافة المصريين دون تمييز"، مؤكداً أن "الوحدة الوطنية في مصر ثابتة على مدار الزمن، وأن مصر لا تنظر لأبنائها وفقاً لأى منظور سوى المنظور الوطني الذى يعلي قيم المواطنة وعدم التمييز والتسامح والشراكة الكاملة في الوطن".
وفي اللقاء الخامس، استقبل السيسي بمقر إقامته بنيويورك كريستين لاجارد، المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، وذلك في حضور شكري ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية، وعمرو نصار وزير التجارة والصناعة المصري.
وصرح راضي بأن السيسي أعرب خلال اللقاء عن "التقدير للتعاون البناء بين الحكومة وصندوق النقد الدولي في إطار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، مؤكداً حرص بلاده على "استمرار التعاون مع الصندوق".
كما أكد السيسي "مواصلة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي"، مشيداً بـ"تفهم الشعب المصري للإجراءات الاقتصادية، إيماناً منه بضرورة التعامل الفعال مع المشكلات الاقتصادية على نحو حاسم بهدف تحقيق نهضة تنموية حقيقية يلمس عوائدها جميع المواطنين".
وأكد "حرص مصر على تهيئة مناخ الأعمال وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، بهدف رفع معدلات النمو وخفض البطالة والدين العام"، مستعرضاً "ما تم اتخاذه من إصلاحات إدارية وتشريعية لتحفيز الاستثمار وتوفير مناخ داعم له". فيما "أشادت لاجارد من جانبها بالتقدم المستمر في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي"، حسب بيان الرئاسة المصرية.