دبي، الإمارات العربية المتحدة ((CNN—في أول تعليق له على إعلان بلاده "وفاة" الكاتب جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول في تركيا إثر "مشاجرة"، قال رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري السعودي، الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف، إنه "ننعم في بلادنا منذ نشأتها بقضاء عادل ونزيه".
وتحدث اليوسف، وفقا لما نشر على موقع وكالة الأنباء السعزدية (واس)، الأحد، عن "النهج الرائد للمملكة العربية السعودية في إحقاق الحق وإرساء العدل وتطبيق قواعده وسيادة القانون يعد قاعدة أساسية تتعامل به المملكة مع مختلف الحالات والوقائع، وقد تمثلت جلياً بما صدر بالأمس من أوامر وتوجيهات ملكية حازمة، من خلالها لمس الجميع حرص القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على إرساء دعائم العدل بكل شفافية وإنصاف".
وتابع: "فترجمت هذه الأوامر المبدأ الأهم الذي قامت عليه المملكة، وهي العدالة المطلقة وأن لا أحد يسمو فوق سيادة الشرع وقواعد النظام وأحكام العدل، مشيرا إلى أن "المملكة رائدة في تحكيم منهج الشريعة، وتعزيز قيمة العدل وتأكيد استقلال القضاء، فهو كما أكدته المادة الأولى من نظام القضاء من أن (القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة المرعية وليس لأحدٍ التدخل في القضاء)".
وديوان المظالم السعودي وفقا لتعريفه الخاص به "هيئة قضاء مستقلة في السعودية تسعى بكل السبل والوسائل لإرساء العدل والإنصاف والرقابة القضائية الفاعلة".
واستكمل اليوسف: "إننا ننعم في بلادنا منذ نشأتها بقضاء عادل ونزيه بحمد الله وفضله، ولا مجال للتشكيك أو المزايدة في عمله، فالقضاء مبدأ راسخ في سياسة الدولة، وهو ما تحرص عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من التأكيد دوماً بالحرص على إحقاق الحق وإنصاف المتقاضين، ورد المظالم مهما كان نوع الجهة أو من يمثلها، فأحكامنا القضائية المستمدة من الكتاب والسنة راجحة بإذن الله في مصدرها ومنطقها ونتيجتها" .
وحذّر من "استمراء ما يروّج من بعض وسائل الإعلام المعادية من تزييف الوقائع وتحويل الحقائق، في خللٍ واضح في المصداقية؛ تكشّف من خلال هذه الأحداث الراهنة؛ بإظهار ما تكنّه بعضها من عداءٍ ممنهج للمملكة ومواطنيها"، حسب قوله.
واختتم بأن "القضاء بريادته وبما يتلقاه من دعم وبما يتمتع به استقلال؛ فهو في أتم استعداد تام للنظر والإنصاف والمحاسبة لكل من يثبت تورطه في قضية من القضايا".
كان مصدر له صلات وثيقة بالقصر الملكي السعودي قد تحدث لـCNN في وقت سابق عن "سبب" موت الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول بتركيا.
وفي الساعات الأولى من بداية 20 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بعد نحو 18 يوما من اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي عقب دخوله للقنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر، أقرت المملكة العربية السعودية بـ"موته" في القنصلية إثر "مشاجرة"، وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز سلسلة أوامر على إثر ذلك.
وقال مصدر مصدر له صلات وثيقة بالقصر الملكي السعودي لـCNN إن "سبب الوفاة هو خنق أو خنق خلال المشاجرة"، حسب تعبيره.
وبدأ الإعلان السعودي عما حدث لخاشقجي ببيان من النائب العام سعود بن عبدالله المعجب، قال فيه إن "التحقيقات الأولية، التي أجرتها النيابة العامة في موضوع اختفاء خاشقجي، أظهرت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
من جانبه، أمر الملك سلمان بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، "بناء على ما رفعه ولي العهد"، من أجل "إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة، وتحديث نظامها ولوائحها، وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق، وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها، والتسلسل الإداري والهرمي بما يكفل حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات. كما طالب الملك سلمان بأن ترفع اللجنة نتائج أعمالهما خلال شهر من تاريخه.
وأعلنت السعودية توقيف 18 شخصًا جميعهم سعوديون، على خلفية الواقعة، لكنها لم تكشف عن مكان جثمان خاشقجي. كما أعفى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات العامة اللواء أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني.