مزاعم بـ"سرقة" أعضاء سائح بريطاني في الغردقة.. ومصر ترد

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة
مزاعم بـ"سرقة" أعضاء سائح بريطاني في الغردقة.. ومصر ترد
Credit: MOHAMED EL-SHAHED/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات في مص بيانا حول مزاعم سرقة أعضاء من سائح بريطاني كان يزور البلاد مؤخرا، معتبرة التقارير التي نشرت في بريطانيا بشأنه "مغلوطة".

وجاء في بيان الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، وهي جهاز الإعلام الرسمي والعلاقات العامة للدولة، أنه "نشرت بعض وسائل الإعلام البريطانية تقارير مغلوطة عن وصول جثمان السائح البريطاني David Humphries عقب وفاته بمدينة الغردقة بدون القلب والكليتين، وتسرعت بعض الصحف بالحديث عن سرقة الأعضاء (صحيفة ديلي ميل) وعن انتزاعها بواسطة (سارقي الأعضاء) (صحيفة الصن)".

وكانت صحيفة "ديلي ميل" لفتت الأنظار إلى أن السائح البريطاني توفي في مصر وعاد جثمانه إلى بلاده من دون قلبه وكليتيته، بعد إجراء فحص آخر للجثة عقب الوفاة، واصفة الأمر بأنه "مروع".

وأشارت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية إلى أنه "من أجل استجلاء الحقيقة كاملة وبكل دقة، فقد تواصلت مع الجهات المعنية، وحصلت على المستندات الكاملة بشأن هذا الموضوع "، لافتة إلى أنها "أثبتت أن العينات التي تم أخذها من جثمان المتوفي المذكور قد تمت بأسلوب طبي، وسلمت رسمياً لمعامل التحليل الحكومية في أسيوط والقاهرة للتدقيق في سبب وفاة المذكور"، حسب بيانها.

ورصدت الهيئة ما حدث للسائح البريطاني، موضحة أنه "وصل إلى مستشفى البحر الأحمر بمدينة الغردقة في يوم 2018/9/18 وتم عمل إنعاش قلبي له ولكن الحالة لم تستجب وتم إعلان الوفاة ونقله إلى مستشفى الغردقة العام بعد تصريح الطبيب المختص".

وتابعت: "جاء في التحقيقات الأولىة للشرطة الواردة في إخطار الوفاة بتاريخ 2018/9/18 على لسان طبيب الحالات الحرجة الذي استقبل السائح المذكور أنه وصل إلى المستشفى بسيارة إسعاف، وتبين عدم وجود أي علامات للحياة وتم عمل الاسعافات اللازمة إلا أنه تبين وفاته، ويحتمل أن تكون الوفاة بسبب توقف مفاجئ للقلب"، مستهشدة بكلامها بما ورد في "التقرير الطبي الصادر عن مستشفى البحر الأحمر في 2018/9/18" والذي ذكر أن "المذكور وصل إلى المستشفى في حالة غيبوبة عميقة ولا يوجد نبض أو تنفس أو ضغط دم وجسمه بارد".

واستكملت بأنه "تضمنت التحقيقات أيضاً على لسان السيدة ليندا همفريز" زوجة السائح المتوفى أنه شعر ببعض الألم في الصدر وعقب تناوله العلاج الخاص به تحسن، وبعد ذلك شعر بألم في منطقة الصدر مرة أخرى وسقط على الأرض وتم نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى حيث تبين وفاته، وأكدت أنها لاتتهم أحداً في وفاة زوجها"، كما نقلت عن الزوجة قولها إنه "سبق تحويله إلى مستشفى البحر الأحمر في 2018/9/13 عقب شعوره بالإرهاق وتلقى العلاج وغادر المستشفى".

وأفادت بأنه "طبقاً للتقرير الطبي لمستشفى البحر الأحمر في 2018/9/13 فقد دخل السائح المذكور إلى المستشفى بأعراض آلام حادة في الصدر وضيق تنفس وتعرق وتم تشخيص الحالة على أنها أعراض نوبة قلبية وتم إدخاله وحدة الرعاية المركزة بالمستشفى وضبط ضغط الدم واستبعاد مضاعفات القلب ومنحه الأدوية اللازمة، وفى مساء اليوم التالي 2018/9/14 كانت حالة المريض جيدة والمؤشرات الحيوية طبيعية وسمح له بالخروج من المستشفى مع التزامه باتباع العلاج الموصوف له".

كما أضافت أنه "في التحقيق نفسه أكدت ابنة المتوفى Anita Goodall أقوال والدتها وأضافت أنها لا تتهم أحداً في وفاة والدها" و"في 2018/9/20 قررت النيابة العامة انتداب الطبيب الشرعي بالغردقة للانتقال إلى مستشفى الغردقة العام لتوقيع الكشف الطبي وإجراء الصفة الترشيحية على جثمان المتوفى ديفيد همفريز لبيان سبب الوفاة وأخذ كافة العينات اللازمة، وتحديد ما إذا كان هناك خطأ طبي من عدمه، حيث أنه في حالة رغبة النيابة العامة للتثبت من سبب الوفاة، فإن القانون يعطيها الحق بإصدار الأمر بتشريح الجثمان بما يستلزمه ذلك من أخذ العينات والإجراءات الطبية اللازمة حسب ظروف كل حالة، بدون الرجوع إلى أسرة المتوفى أو موافقتها وهذا إجراء متعارف عليه ومستقر فى كافة مدارس الطب الشرعى فى العالم وفى المراجع العلمية"، حسب بيانها.

ولفتت الانتباه إلى أنه في "2018/9/25 تم إرسال العينات التالية (طبقاً لما هو مدون في التقرير الرسمي المرفق) إلى معمل التحليل الكيماوي في أسيوط التابع لوزارة الصحة: "( عبوات تحتوى على: كمية من الدماء - أجزاء من كل من الكبد والمعدة والأمعاء ومحتواهم وأنصاف الكليتين والمثانة وجميعها تخص المتوفي (ديفيد همفريز) وذلك من أجل البحث عن أشباه القلويات السامة والمخدرة والمهدئات والمنومات ومضادات الاكتئاب".

واستطردت بأنه "في 2018/9/25 أيضاً تم إرسال العينات التالية إلى معمل الباثولوجي التابع لوزارة الصحة بالقاهرة (طبقاً لما تضمنه التقرير الرسمي المرفق): حرز بداخله قلب بمادة حافظة فورمالين خاص بجثة المتوفي ديفيد همفريز والتي تم تشريحها يوم 2018/9/20 بمستشفى الغردقة العام. وذلك بالطبع لإجراء التحاليل اللازمة لبيان سبب الوفاة".

وذكرت الهيئة العامة للاستعلامات أنه "بمخاطبة مصلحة الطب الشرعى المصرية أكدت أن العينات المذكورة قد تم الانتهاء من فحصها؛ وجارى إجراءات تسليمها للنيابة العامة المختصة بمدينة الغردقة لإصدار القرار بتسليمها إلى ذوى المتوفى أو مندوب مفوض من السفارة البريطانية بمصر طبقا لما تقضى به الإجراءات القانونية في مثل هذه الحالات".

وسلطات الصوء على أنه "من خلال الوقائع السابقة، وما تضمنته الأوراق الرسمية المرفقة الصادرة من جهات تابعة لوزارات العدل والداخلية والصحة، فإن الإدعاءات بشأن سرقة أعضاء السائح المذكور لا أساس لها من الصحة، وأن كل الاجراءات تمت بشكل سليم يستهدف استخدام كل الأساليب العلمية المعروفة للتحقق من سبب الوفاة على نحو يقيني تام"، موجهة رسالة إلى وسائل الإعلام بـ"ضرورة تحري الدقة والاطلاع على كافة جوانب الموضوع واستطلاع رأي الأطراف المعنية، قبل النشر وإثارة البلبلة وتوجيه اتهامات والوصول إلى استنتاجات غير صحيحة والإضرار بسمعة ومصالح العديد من الأطراف"، حسب بيانها.