کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: النظام الإيراني ينتظر الانتخابات الأمريكية والشعب ينتظر مرحلة ما بعد خامنئي

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
رأي.. إيران تنتظر انتخابات أمريكا والشعب ينتظر مرحلة ما بعد خامنئي
Credit: SAUL LOEB/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

مساء يوم الجمعة الماضي، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صورته الشخصية على حسابه على تويتر وكتب عليها رسالة بالحروف الكبيرة تقول "العقوبات قادمة -5 نوفمبر."

بالطبع يعرف الجميع في واشنطن  وطهران معنى هذه الرسالة وسببها انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران.

النظام الإيراني فعل كل ما بوسعه خلال الأشهر الماضية لإيجاد حل يمكنه من تجنب العقوبات من خلال العمل مع الشركاء الأوروبيين، وهو لا يزال يحاول بكل الوسائل طمأنة الشعب الإيراني بأن التعاون مع الأوروبيين يمكن أن يساعد إيران على مواجهة آثار العقوبات الأمريكية.

الإيرانيون عانوا الكثير بسبب العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قبل توقيع الاتفاقية النووية في يوليو 2015، وهم لا يرون أنهم مستعدون لمواجهة جولة جديدة من العقوبات التي وعد الرئيس ترامب بأنها ستكون مؤلمة وأنها ستكون أشد قسوة من العقوبات السابقة.

الشعور بالخوف والإحباط دفع المواطنين الإيرانيين إلى التعبير عن غضبهم على وسائل الاتصال الاجتماعي حول العقوبات الوشيكة التي سيبدأ تطبيقها يوم الاثنين 5 نوفمبر. ويتساءل الإيرانيون بقلق عما يمكن أن يتوقعوه من العقوبات القادمة وكيف سيتؤثر على اسلوب حياتهم.

وفي هذه الأثناء، قال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي يوم الأحد أن الحديث عن وجود خلافات بين الشعب الإيراني وقيادته محض أكاذيب، وأكد أن الإيرانيين يقفون إلى جانب النظام والقيادة ويدعمونها بكل الوسائل.

وهذا ليس بالشيء الجديد، فكثيراً ما نسمع ادعاءات النظام الإيراني بأنه يتمتع بالشعبية بين أفراد الشعب، ولكن في المقابل، بمجرد أن يجد الناس فرصة سانحة،فإن الكثير من الإيرانيين يقومون بتنظيم مظاهرات واحتجاجات ضد الظروف التي يعيشونها، وفي المرة الأخيرة طالبوا حتى بتغيير النظام.

بالطبع من الصعب تقرير نسبة الإيرانيين الذين يطالبون بتغيير النظام في غياب انتخابات حرة ونزيهة، ولكن من الواضح أن نسبة كبيرة من الإيرانيين غير راضين عن الطريقة التي ينفق بها النظام ثرواتهم في الصراعات الإقليمية وعن أسلوب القمع الذي يمارسه ضد المواطنين العاديين.

البيت الأبيض قال إن العقوبات القادمة ستكون "أقسى عقوبات فرضت على الإطلاق على النظام الإيراني،" وهي تستهدف قطاعات الطاقة والشحن والبنوك.

ولا تتركز خشية النظام الإيراني على الصعوبات المالية التي سيواجهها البلد بسبب هذه العقوبات، بل على هدف تغيير النظام الذي ينكره عادة الرئيس الأمريكي.

وبالإضافة إلى أن الشعب الإيراني قد فقد ثقته بالسياسيين والنظام السياسي بشكل عام، فإنه يعتقد أن العقوبات الجديدة، مهما كان نوعها، تهدف إلى حرمانه من الحياة الكريمة والمحترمة التي يطمح إليها.

ولذلك فإن هذه الخطوة الأمريكية ربما تكون السبب الرئيسي لازدياد شعبية الأمير رضا بهلوي، ابن شاه إيران الراحل، بين الشباب الإيرانيين الذين لا يعرفون شيئا عن مرحلة ما قبل الثورة ويقيمون الأمور بناء على ما يسمعونه من آبائهم وأجدادهم عن تلك المرحلة.

إن إيران تمر حالياً بمرحلة قاسية وخاصة في تاريخها. أنا لا أتحدث هنا عن ثورة أو عن غزو خارجي لبلدي. لكنني أتحدث عن الصعوبات التي يواجهها النظام الإيراني للاستمرار في حكم 80 مليون شخص معظمهم غاضبون ومحبطون.
 
إذا كان النظام الإيراني ينتظر الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة لإيجاد مخرج من العقوبات والضغوطات التي يتعرض لها، فإن الشعب الإيراني يتطلع ليس فقط إلى الانتخابات الرئاسية القادمة، ولكن إلى مرحلة ما بعد آية الله خامنئي أيضاً.