دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—انتخب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الداعية المغربي، أحمد الريسوني، رئيسا له خليفة ليوسف القرضاوي، الذي يعتبر المرجع الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، وفيما يلي نستعرض لكم عددا من التصريحات والآراء التي برز فيها:
الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي:
في حوار سابق مطول العام 2016 مع أسبوعية "الأيام" المغربية، مع خرج الريسوني، الذي كان يشغل حينها منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بتصريحات غير مسبوقة من حركة التوحيد والإصلاح التي ينتمي إليها، عندما عبّر عن ارتياحه لإسقاط الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي من منصبه، متحدثًا عن أن حركة الإخوان المسلمين لديها جمود فكري، وعليها أن تتحرّر من تراث حسن البنا، حيث قال: "من الناحية السياسية كان ترشح الإخوان المسلمين للرئاسة غلطا، وكذلك الدخول في تحمل مسؤوليات الدولة بسرعة خارقة، من أعلى الهرم فقط، وإلا فإن جسم الدولة كان كله ضدهم".
وأضاف: "حتى بعد الرئاسة نصحهم بعض الإخوان من الحركة والحزب بأن يتخلى مرسي عن الرئاسة، وأن يدعم الإخوان مرشحا يكون فقط يحترم الحريات والديمقراطية، مثل عمرو موسى أو البرادعي، وهم تعجبوا واستهجنوا هذا الكلام الذي لم يكونوا يرون له مكانا، ولكن الآن يتمنون لو فعلوا ذلك".
تخصيص مقابر للملحدين:
نشر الريسوني تدوينة على صفحته في فيسبوك، العام 2016 يعتبر فيها تخصيص مقبرة خاصة بالملحدين أمرا "معقولا ومقبولا"، معللا كلامه، قائلا "المذاهب الفقهية الإسلامية متفقة على أن غير المسلمين لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين، وكذلك لا تجوز صلاة الجنازة على جثامينهم، ولا يجوز إدخالها إلى المساجد أصلا"، وذلك في تعقيب على "تصريحات لأحد الحقوقيين المغاربة، وهو يمثل منظمة حقوقية عالمية، طالب فيه بتخصيص مقابر مدنية خاصة للملحدين المغاربة المتوفين، حتى لا يدفنوا في مقابر إسلامية وبالطريقة الإسلامية، على اعتبار أن ذلك حق من حقوق الإنسان".
وبحسب الريسوني، الذي يحظى بمتابعة واسعة في المغرب وخارجه، فإن "المقابر الإسلامية هي أرض وقفية محبَّسة على دفن الموتى المسلمين، والتقيد بشروط المحبسين ومقاصدهم واجب بلا خلاف"، وأشار أيضا، إلى أن "هذه المسَلَّمات لا تحتاج إلى وصية أو طلب من الملحد أو من أصدقائه وأهل ملته".
الريسوني لـCNN: الحركات الإسلامية تشبه الأنظمة العربية في الخوف من الحرية
اعتبر الريسوني، في مقابلة سابقة مع CNN بالعربية العام 2017، أن الحركات الإسلامية تشبه الأنظمة العربية في الخوف من الحرية، وأن بعض مسؤولي هذه الحركات يظنون أنفسهم "حراس المعابد"، متحدثا عن أن "العقم" في الفقه الإسلامي يعود إلى وطأة الاستبداد، محملا هذا الأخير كذلك مسؤولية ظهور الجماعات المتشددة التي تدعو للعنف والقتال.
وقال الريسوني، إن "تكرار التيار الإسلامي للأخطاء ذاتها في كل حقبة سياسية يُعايشها يعود إلى أسباب عدة منها قلة اهتمام الحركات الإسلامية بالتاريخ وعبره ودروسه، بل إن حتى تاريخها نفسه إما غير مكتوب، أو مكتوب بصورة انتقائية تمجيدية، أو مكتوب لأغراض دفاعية وتدافعية، وليس بصورة علمية موضوعية"، داعيا هذه الحركات إلى التصالح على عجل مع التاريخ، وأن "تتعلم منه كما هو، لا كما تتمناه ونشتهيه".
وفي رد له على سؤال لشبكتنا حول إمكانية أن يسيطر حب السلطة على قيادات الإخوان المسلمين بسبب ما أثير مؤخرا حول رفض قياداتهم نتائج انتخابات داخلية تتيح تداول السلطة، تحدث الريسوني عن أن "الحركات الإسلامية تشبه الأنظمة العربية والأحزاب السياسية العربية، في خوفها من الحرية، ومن ذلك حرية التعبير وحرية الاختلاف"، مضيفا أن بعض المسؤولين في هذه الحركات يظنون أنهم "هم المدركون والضامنون للمصالح العليا وللاختيارات السليمة والمواقف، وأنهم هم حراس الشرعية أو حراس المعابد".
تقنين الإجهاض بالمغرب:
دخل الداعية المغربي العام 2015، على خط الجدل الذي أثاره القيادي عن حزب العدالة والتنمية، المقرب من فكر الإخوان، والذي دعا لتقنين الإجهاض، فرد الريسوني متهما من وصفهم بـ"الإجهاضيين" بالعمل على "تحرير الفروج".
وقال الريسوني، المعروف بمواقعه الحادة، في بيان نشره حينها على موقعه الرسمي، إن ما وصفها بـ"معركة الإجهاض" تدور رحاها بالمغرب حاليا، وقد زاد من سخونتها الجلسات الحوارية التي نظمتها بعض الوزارات، مضيفا أن المعركة يخوضها فريقان رئيسيان هما: "فريق الإسلاميين، وفريق الإجهاضيين" على حد تعبره.