رأي.. کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: رجل دين سني بشعبية واسعة في إيران

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
رأي.. کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: رجل دين سني بشعبية واسعة في إيران
Credit: Sean Gallup/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

بدون شك، فإن رجل الدين الملا عبدالحميد يعتبر واحداً من أكثر الشخصيات الدينية التي تتمتع بقدر كبير من الكاريزما في إيران. إمام صلاة الجمعة للسنة في مدينة زاهدان، عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، اكتسب شهرة واسعة عندما تفاوض مع الإرهابيين عندما اختُطِفَ جنود إيرانيون في شتاء 2014، وتمكن الملا عبدالحميد من ضمان إطلاق سراح 4 من حراس الحدود الذين كانت جماعة جيش العدل المسلحة قد اختطفتهم في فبراير 2014.

كلماته حول حبه لإيران ودعوته للوحدة الوطنية لامست قلوب ملايين الإيرانيين وزادت شعبيته منذ ذلك الوقت في كل مناسبة كان يظهر فيها.

حتى حملته لدعم حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية في مدينة زاهدان السنية كان لها أثر هام.

عالم الدين الإيراني هذا ممنوع من السفر بحرية داخل بلده، وغني عن القول إنه لا يستطيع السفر خارج بلاده مطلقاً.

عندما أراد الحضور إلى طهران، قيل له أنه لا يستطيع ذلك إلا بدعوة رسمية. وبالفعل حصل على دعوة رسمية هذا الأسبوع لحضور المؤتمر الدولي السنوي للوحدة بين السنة والشيعة في طهران، وتم إجلاسه في الصف الأول حتى يتم تصويره واستغلال ذلك من قبل الآلة الإعلامية للنظام الإيراني.

ولكن عندما انتُخِب حسن روحاني رئيسا منذ 3 سنوات ودعا العديد من القادة والدبلوماسيين من حول العالم لحضور مراسم أداء القسم الرئاسي، لم تتم دعوة الزعيم الديني السني صاحب الشعبية الواسعة، وفسر مكتب روحاني ذلك بعدم وجود أماكن شاغرة، مما جعل الحكومة لا تدعو عدة شخصيات هامة. لكن الناس كانوا يعرفون أن عدم دعوة الملا عبدالحميد كانت بسبب الكاريزما والشعبية التي يتمتع بها مما يمكن أن يقلل من بروز الرئيس روحاني وباقي رجال الدين السياسيين الذين كانوا موجودين في احتفالية ذلك اليوم.

بوجود مثل هذا الموقف والسلوك تجاه السنة الإيرانيين، يبدو المؤتمر الدولي للوحدة بين السنة والشيعة السنوي في طهران مزيفا بلا معنى بغض النظر عما يمكن أن يتم طرحه من أفكار ومواقف.

حضر المؤتمر حوالي مائة عالم دين من الدول الإسلامية، لكن ما استمعوا إليه في المؤتمر، يومي السبت والأحد، كان انتقادات من الرئيس روحاني والمرشد الأعلى خامنئي للسعودية والولايات المتحدة. وبسبب غضبهم من العقوبات الأمريكية والصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الشعب الإيراني، اتهم القادة الإيرانيون الدول الإقليمية بالتآمر مع الولايات المتحدة ومساعدتها على فرض عقوبات قاسية ضد طهران.

ولكن يجب القول إن لهجة الرئيس الإيراني حسن روحاني كانت تحمل مزيجاً من الخطاب التصالحي مع السعودية والهجوم عليها في نفس الوقت، أما المرشد الأعلى خامنئي فكان أكثر قسوة وصب غضبه بعبارات مهينة بشكل مباشر ضد السعودية –المنافس الإقليمي لإيران.

وبدلاً من أن يكون لهذا الحدث آثاراً إقليمية ودولية، كان الجمهور الرئيسي المستهدف في هذا المؤتمر هو الداخل الإيراني، حيث يجد الناس صعوبة كبيرة في تلبية احتياجات عائلاتهم ومواجهة تكاليف الحياة المرتفعة.

لست متأكدة إذا كان أي مواطن سعودي يهتم بما يمكن أن يقوله رئيس إيران أو المرشد الأعلى الإيراني حول الطريقة التي يريدون أن يعيشوا بها ويتعاملوا مع المجتمع الدولي، لكن من المؤكد أن الأقلية السنية في إيران مهتمون بما يمكن أن يسمعوه عن السلام والوحدة بين السنة والشيعة في الدول الإسلامية حول العالم بدلاً من المواجهة والكراهية.

وليس من المفاجئ ألا يجد شخص مثل الملا عبدالحميد منبراً للحديث من خلاله عن رؤيته، لأنه الشخص الوحيد الذي يتحدث عن الوحدة بصدق بينما يتحدث الآخرون عن الانقسام والتفرقة.