کاملیا انتخابی فرد تكتب لـCNN: قطر تنسحب من أوبك.. وربما من مجلس التعاون الخليجي!

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

كان من المفترض أن تنعقد الدورة التاسعة والثلاثون لمجلس التعاون الخليجي هذا العام في العاصمة العمانية، مسقط. ولكن، بطلب من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، تم نقل مقر انعقاد هذه الدورة إلى العاصمة السعودية، الرياض، حيث يجتمع قادة دول مجلس التعاون في المقر الرئيسي للمجلس. وكان المراقبون يتطلعون بترقب نحو قطر ليروا ما إذا كان الشيخ تميم، حاكم قطر، سيحضر اجتماعات هذه القمة.

لكن الشيخ تميم، الذي تلقى دعوة رسمية من الملك سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة، لم يسافر إلى السعودية، وأوفد وزير دولة نيابة عنه لحضور اجتماعات القمة. رغم مرور حوالي 18 شهراً على بداية الأزمة بين السعودية وقطر، ورغم وساطة الكويت وجهود ومحاولات الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة، يبدو أن قطر لا تزال غير مستعدة للتحرك في هذا الاتجاه، وربما تكون لديها خطة مستقبلية مختلفة يقول بعض المراقبون إنها قد تشمل الانسحاب من عضوية مجلس التعاون الخليجي.

منذ عام 2017، عندما تدهورت العلاقات السعودية، تلتها البحرين والإمارات ومصر مع قطر، أصبحت تركيا وإيران بسرعة صديقتين بديلتين للقطريين. هذا التحالف الجديد الذي تعتقد الولايات المتحدة أنه يضعف جهودها لعزل الجمهورية الإسلامية وزيادة الضغط عليها من خلال العقوبات التي أعيد فرضها على طهران.

وتحدثت قطر عن تحالف جديد في المنطقة بمشاركة إيران وتركيا والعراق، ما يثير القلق من احتمال انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي. ومع القرار الذي أعلنته قطر مؤخرًا بانسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، فإن انسحابها من مجلس التعاون الخليجي سيواجه رد فعل من الولايات المتحدة دون أي شك.

بعد مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، واجهت السعودية ضغوطا دولية غير مسبوقة من المجتمع الدولي ومن حلفائها الغربيين لتغيير سياستها الدولية خاصة في اليمن ونحو قطر. للبدء في هذه التغييرات، قد يكون من الأسهل على السعودية تحسين علاقاتها مع دولة قطر المجاورة والعضو في مجلس التعاون الخليجي.

إن تحالف دول الخليج له أهمية للولايات المتحدة لأنها تشكل درعًا ضد تدخلات جمهورية إيران الإسلامية وتهديدها، واستمرار الخلاف بين أعضائها سيستمر في التأثير على السياسات الإقليمية لترامب مما يجعله مهتمًا بقضية المصالحة مع قطر.

وقد أرجأ الرئيس ترامب للمرة الثانية القمة التي يفترض أن يحضرها زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في الولايات المتحدة، والتي كان يفترض أن تعقد في أكتوبر الماضي، ليتم عقدها في يناير 2019. وأعرب ترامب عن أمله في أن تصبح قمة الرياض نقطة تحول لتطبيع العلاقات بين البلدين قبل قمته في واشنطن، ولكن مع رفض الشيخ تميم حضور الاجتماع في السعودية، يبدو أن ترامب يجب أن يجد طريقة مختلفة لإصلاح العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي.