أول رد من السعودية على موقف مجلس الشيوخ بشأن خاشقجي: رسائل خاطئة

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أول رد فعل من الرياض بشأن موقف مجلس الشيوخ الأمريكي من قضية الصحفي جمال خاشقجي، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية بأنه "تستنكر المملكة العربية السعودية الموقف الذي صدر مؤخراً من مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية والذي بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة".

واعتبرت السعودية أن موقف مجلس الشيوخ الأمريكي "يتضمن تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، ويطال دور المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي"، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية، الإثنين.

وتابعت: "المملكة إذ تؤكد حرصها على استمرار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تبدي استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده كل الاحترام، وتربط المملكة بها روابط استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين لخدمة مصالح البلدين والشعبين".

كما أعلنت السعودية "رفضها رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها".

ورأت السعودية أن "مثل هذا الموقف لن يؤثر على دورها القيادي في محيطها الإقليمي وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي، وأنها كانت ولا زالت تلعب دوراً ريادياً في العالمين العربي والإسلامي، ولها مكانة خاصة في قلوب كل المسلمين مما جعلها ركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وحجر الزاوية في الجهود الرامية لإحلال الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي".

وأضافت: "كما تتمتع المملكة بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة على نحو يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء".

واستكملت في سرد دورها، بقولها: "كان لإسهام المملكة في قيادة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في الميادين العسكرية والأمنية والمالية والفكرية الأثر البالغ في دحض التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرها، وحماية أرواح العديد من الأبرياء حول العالم، وذلك عبر تأسيسها وقيادتها للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية".

وأردفت على لسان المصدر المسؤول بوزارة الخارجية السعودية بالقول: "في هذا السياق تتخذ المملكة موقفاً حازماً إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة النشاطات الإيرانية السلبية عبر حلفائها ووكلائها التي تهدف لزعزعة استقرار المنطقة".

وأشارت إلى مواصلتها "بذل الجهود لكي تتوصل الأطراف اليمنية إلى حل سياسي للأزمة اليمنية يقوم على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل بما في ذلك الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي والتي قادت بدعم المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقات التي تم الإعلان عنها مؤخراً في السويد".

وقالت على لسان المصدر المسؤول: "تولي المملكة الوضع الإنساني في اليمن أهمية بالغة وتقوم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات كبيرة للشعب اليمني في كافة المناطق اليمنية، كما تتعاون المملكة مع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة لإيصال المساعدات للمحتاجين".

في الوقت نفسه، شددت السعودية بقولها: "لقد سبق التأكيد على أن ما حدث للمواطن جمال خاشقجي هو جريمة مرفوضة لا تعبر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها لأي محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة".

وينص القرار الذي أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي على أنه "يعتقد أن ولي العهد محمد بن سلمان مسؤول عن مقتل جمال خاشقجي" و "يدعو حكومة المملكة العربية السعودية لضمان المساءلة المناسبة لجميع المسؤولين عن قتل جمال خاشقجي".

وذكرت السعودية أن "المملكة إذ تحرص على الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعمل على تطويرها في كافة المجالات، وتثمن موقف الحكومة الأمريكية ومؤسساتها المتعقل حيال التطورات الأخيرة، فهي تدرك أن موقف مجلس الشيوخ الأمريكي يرسل رسائل خاطئة لكل من يريد إحداث شرخ في العلاقات السعودية الأمريكية".

وأعربت عن أملها في "ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية، منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الاستراتيجية المهمة بينهما".