هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- بدأ الإيرانيون عام 2018 مع أكبر احتجاجات وطنية. كان الناس يرددون بلا خوف هتاف "الموت للملالي" ويوجهون التحية لشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي ويطالبون بتغيير النظام.
للمرة الأولى منذ ثورة 1979، تردد اسم سلالة الشاه بهلوي المخلوع بصوت عال في هتافات الإيرانيين العاديين الذين طالبوا بنجل الملك الراحل، رضا بهلوي، بالعودة كبديل عن الملالي الشيعة.
إنذار الرئيس ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي تم الاتفاق عليه بعد عمل شاق للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وفريق الرئيس روحاني في عام 2015، والذي انسحب منه ترامب أخيرا في مايو 2018.
تسبب رد فعل السوق على قرار ترامب وعودة العقوبات ذات الصلة على برنامج إيران النووي في انخفاض قيمة العملة الإيرانية المحلية مقابل الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ.
اليوم، يواجه النظام الإيراني تحديات داخلية جدية، وهو ليس بصدد إجراء إصلاحات لمواجهة الفساد المنتشر أو إعادة الثروة العامة التي أنفقتها الحكومة الإيرانية في الخارج، وخاصة في سوريا والعراق ولبنان من أجل تصدير إيديولوجية النظام. وفي الواقع، فقد أحاطت أزمة الشرعية وعدم الشعبية بالمسؤولين السياسيين في طهران.
وبصرف النظر عما قد يدعي هذا النظام في طهران، فإن الظروف المعيشية للملايين الإيرانيين ليست جيدة والفقر والبطالة تمثلان مشاكل حقيقية. خلال الأشهر الماضية، لم يمر يوم تقريبا دون أن تنطلق الاحتجاجات المتفرقة بشكل تلقائي في جميع أنحاء البلاد. في بعض الأحيان يكون المتظاهرون هم المعلمون وأحيانا العمال الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ شهور، وفي بعض الأحيان فقدوا مدخراتهم في مشاريع تعرضت للإفلاس.
الآن تحولت إيران إلى بلد يصعب على الحكام الحاليين إدارته بسبب الغضب العام العميق ضدهم، وأنصارهم المحليون يرتبطون بشكل خاص بالمليشيات المحلية. لكن في الوقت نفسه فإن البديل بالنسبة لغالبية الإيرانيين غامض لدرجة أنهم لا يعرفون ما الذي سيحدث لهم إذا تغير النظام.
وعلى ما يبدو فإن الظروف الحالية ربما تستمر في عام 2019 وتقوم، لسوء الحظ، بالضغط على الإيرانيين من الناحية المادية، حيث أن العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكون لها تأثير أكبر على حياة الناس بينما لا توجد تغييرات يمكن التنبؤ بها في سلوك النظام محلياً وإقليمياً ودوليًا.
أعتقد أن الخطر الحقيقي الذي يواجه النظام الإيراني لا يكمن في التحديات السياسية وأزمة الشرعية، بل في النخب السياسية المترهلة التي تتشكل من كبار السن الذين لا يمكن العثور على بديل لهم في حال موتهم.
ويعتبر معظم رجال الدين في هذه الدائرة أساسًا للثورة وهم يديرون أهم المؤسسات الرئيسية ويعتبرون حرس لها.
رجال الدين المتقدمون في السن يموتون واحدا تلو الآخر دون أن يتمتعوا حتى بالتقاعد لأن من الصعب العثور على بديل لهم من بين السياسيين المحافظين الذي يحملون فكراً مماثلاً.
إيران في عام 2019 مهيأة على الأرجح لمواصلة هذا الطريق من الإحباطات العامة والتظاهرات حتى يتمكن الناس من إيجاد حل حقيقي كبديل للحكام الحاليين. ستكون إيران في العقد القادم دولة مختلفة إذا كان بإمكاننا التحلي بالصبر.