هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
أمضى الممثل الخاص للولايات المتحدة في شؤون أفغانستان، زلماي خليل زاد، 6 أيام في العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء محادثات مع حركة طالبان اختتمت يوم السبت 26 يناير.
قال زلماي خليل زاد في تغريدة على حسابه في تويتر: "بعد ستة أيام في الدوحة، توجهت إلى أفغانستان للتشاور. كانت الاجتماعات هنا أكثر إنتاجية مما كانت عليه في الماضي. أحرزنا تقدما كبيرا في القضايا الحيوية. لم يتم الاتفاق على شيء محدد حتى يتم الاتفاق على كل شيء ".
هذا الاجتماع الذي انتهى لتوه في الدوحة كان من المفترض أن يعقد في مدينة جدة السعودية بعد أن اجتمعت الأطراف الشهر الماضي في أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة مع ممثلي حركة طالبان ومفاوضين من السعودية والإمارات وأفغانستان وباكستان بالإضافة إلى السيد خليل زاد ممثلي الولايات المتحدة.
ورغم ما سماه السيد خليل زاد "لقاء ناجح مع طالبان في الدوحة"، ليس هناك أي أطراف في المنطقة أو في أفغانستان وباكستان متفائلون بهذه المحادثات بسبب غياب ممثلين لهذه الأطراف هناك.
من السعودية إلى الإمارات وإيران والهند والصين وروسيا وباكستان، كل هذه الدول لها مصالح في أفغانستان. أولئك الذين لم يكونوا موجودين في المحادثات لا يثقون بالولايات المتحدة وقطر وبالتالي لن يسمحوا لهم بإجراء مثل هذه المحادثات البناءة مع طالبان إذا كانوا لا يعرفون التفاصيل ولا يمكنهم المشاركة فيها.
إذا لم يكن هذا واضحًا لممثل الولايات المتحدة الذي هو من أصول أفغانية، فهو واضح تمامًا للأفغان العاديين ولحكومة أفغانستان.
إذا استطاعت قطر اليوم أن تخدم مصالحها الخاصة باستضافة مكتب طالبان السياسي في الدوحة، وإذا كان يمكن للإيرانيين أن يطلعوا على ما يحدث من قبل القطريين، فإن ذلك لا يعني حتى أن مصالحهم يمكن أن تتحقق بشكل جيد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالمشاركة، كما أن ليس من الممكن أن تتعاون السعودية وقطر معًا عندما ترغب قطر في منافسة السعودية والإمارات على أخذ زمام المبادرة.
وبالطبع فإن طالبان ليست مجموعة مستقلة يمكن التفاوض معها بشكل مستقل لأن لهم قواعد رئيسية في باكستان وكل القيادات السياسية للحركة يقيمون في باكستان أيضاً وهم يقومون بشن هجماتهم على أفغانستان من الأراضي الباكستانية.
في رأيي، ينبغي أن نكون متفائلين بحذر إزاء هذه المحادثات وألا نقول بعد أنها محادثات مثمرة وواعدة وذلك لأن الذين يملكون نفوذاً حقيقيا على طالبان لم يشاركوا في المحادثات كما أنه لم يلتق أي مسؤول من حركة طالبان بشكل مباشر مع أي مسؤول من الحكومة الأفغانية.
حتى في داخل حركة طالبان، بعض القادة قريب من إيران وبعضهم قريب من روسيا، ومن الصعب القول إن أي محادثات مع هذه الجماعة الإرهابية يمكن أن تؤدي إلى سلام دائم عندما لا تشارك جميع الدول الإقليمية في المفاوضات.
لإيجاد حل لحركة التمرد في أفغانستان، ينبغي أن يجري الأفغان أولاً محادثات مباشرة مع باكستان، وبعد ذلك يمكن أن تقوم الأمم المتحدة بعقد مؤتمر على شاكلة مؤتمر بون عام 2001، حيث تتم دعوة جميع دول المنطقة للمشاركة في محادثات السلام مع طالبان.
أي شيء آخر يبدو مجرد وقف إطلاق نار مؤقت. محادثات السلام الحقيقية مع طالبان يجب ألا تكون في الدوحة أو جدة أو طهران، بل يجب أن تكون بين كابول وإسلام أباد.