أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – يقترب الأمر من أن يكون غير قابل للتصديق، لكن المرحلة الأخيرة من القضاء على الوجود الجغرافي لتنظيم داعش قد بدأت بالفعل، وCNN على الخطوط الأمامية.
فعلى أبواب قرية الباغوز الفوقاني، التابعة لمحافظة دير الزور، يقف أحد كبار مراسلينا، بن ويدمان، ليقدم تغطية حصرية لما يحدث على جبهة القتال في عملية القضاء على كيان داعش في سوريا.
بين ويدمان وخط المواجهة كيلومترا ونصف الكيلومتر، وبينما يهيمن المساء تعلو أصوات المدافع الثقيلة ويطغى صوت مقاتلات التحالف في السماء.
وبالعودة قليلا بالوقت، كانت قرية الباغوز تحت أنظار فريق CNN، وقد رأى الفريق غارات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف بالإضافة إلى قصف بقذائف الهاون وضربات المدفعية.
على الصعيد الإنساني، شاهد فريقنا عددا من السكان الفارين من جحيم القتال وكان من ضمنهم طفل يبلغ من العمر 14 عاما، وقد تضررت قدمه بشدة جراء قذيفة أصابته شظاياها، وقد حمله أفراد عائلته لعدة أميال حتى وصلوا به إلى بر الأمان.
لم يغب العنصر الكردي عن هذه العملية، إذ رأت CNN مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية وهم يستعدون للتوجه إلى الجبهة، وكان قائدهم يحذرهم من أن يكون بعض مقاتلي التنظيم قد تنكروا بزي المدنيين.
وما قد يزيد من تعقيد مهمة داعش الوجودية، وجود خلافات بين عناصره، وفقا لما قاله قائد في قوات سوريا الديمقراطية، والذي أشار إلى أن بعض مقاتلي داعش يريدون التسوية في حين يرى القسم المتطرف منهم أن القتال حتى الرمق الأخير هو المخرج الوحيد لهم.
من جانبه، قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، عبر صفحته على موقع تويتر إن قوات سوريا الديمقراطية قد بدأت بالفعل بالتحرك نحو خطوط المواجهة محاولين الدخول إلى القرية، حسبما ذكرت وكالة روداو الكردية للأنباء.
نهاية التنظيم جغرافيا أصبحت وشيكة، ولكن ذلك لا يعني نهاية داعش بالمطلق، كما يقول ويدمان الذي أضاف موضحا وجهة نظره: "إنها معركة هامة للقضاء على وجود كيان داعش جغرافيا ولكن الخطر يبقى قائما في هذا الجزء من البلد وفي المناطق المجاورة له في العراق لأن العديد من مقاتلي داعش قد تسللوا واختبأوا في بعض المناطق وانخرطوا بين السكان"، على حد تعبيره.