هديل غبّون
عمان، الأردن (CNN) -- منذ إعلان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في أكتوبر/تشرين أول من عام 2018 إنهاء العمل بملحقي اتفاقية السلام الخاصين بمنطقتي الباقورة شمال المملكة والغمر جنوبا مع إسرائيل، أصبحت الباقورة محجا للزوار والسياح بأعداد تقدّر بالآلاف أسبوعيا.
وتضاعف عدد الزوار من أردنيين وسائحين إلى الباقورة الواقعة في الأغوار الشمالية الأردنية في محافظة إربد، بحسب قائد المنطقة العسكرية الشمالية، خلال جولة لوفد صحفي زار المنطقة رسميا للمرة الأولى، الأحد، بدعوة من نقابة الصحفيين الأردنيين وجامعة اليرموك، مقدّرا أعداد الزوار خلال العطل الأسبوعية بنحو 10 آلاف زائر.
وأكد القائد العسكري على أن الحدود الشمالية للمملكة على امتداد 240 كم "آمنة"، وقال: "لن نسمح بأي شكل من الأشكال بالتهريب أو التسلل أو الاقتراب من حدودنا."
وعلى امتداد 832 دونما هي مساحة الباقورة، يجد الزائر عدة لوحات تعريفية منذ وصوله لها تحمل عبارات "الباقورة المستعادة" بحسب ما رصدت كاميرا CNN التي تواجدت في الموقع، فيما تشمل الباقورة المنطقة الواقعة إلى الشرق والجنوب الشرقي من نقطة التقاء نهر اليرموك بنهر الأردن، وتكون بذلك محددة من الغرب والجنوب الغربي بنهر الأردن، ومن الشمال بنهر اليرموك.
أما من جهة الشرق، فالباقورة محددة بخزان اليرموك وقناة خزان اليرموك، حتى المنشأة المتبقية من مشروع ما يعرف بمشروع روتنبرغ ، التي كانت شركة "كهرباء فلسطين" وتحولّت إلى مشروع حمل اسم رئيس المجلس اليهودي الوطني في الأراضي الفلسطينية في عشرينات القرن الماضي.
وقالت مصادر عسكرية رفيعة خلال الجولة للصحفيين، إن الباقورة التي تمت استعادتها منذ القرار الملكي تشمل نحو 450 دونما من أصل 832 دونما، مشددة على أن المنطقة كانت خاضعة للسيادة الأردنية منذ اتفاقية السلام الأردنية الاسرائيلية العام 1994، حين تم تأجير جزء منها منذ ذلك الوقت لمدة 25 عاما بموجب نظام خاص.
وبينت المصادر أيضا أن المساحات المستأجرة كانت لعدد من المزارعين الفلسطينيين من مناطق ما يعرف بالعام 1948 ممن يحملون الجنسية الاسرائيلية، وأن دخولهم إلى الباقورة نظم بأوقات معينة وبتصاريح مسبقة.
وقالت المصادر موضحة: "الآن يستطيع المزارعون المستأجرون من الجانب الآخر الدخول بتصاريح، لكن ابتداء من 25 أكتوبر/تشرين الأول 2019 فلن يسمح لأي أحد بدخولها حيث ينتهي العمل بالملحق رسميا".
ومن أبرز المعالم التي رصدت خلال الجولة، بوابة السلام التي شيدت إبان إبرام معاهدة السلام كحد فاصل مع الجانب الاسرائيلي وشهدت مرور الأطراف الموقعة عليها ولاحقا مرور المزارعين من الجانب الإسرائيلي، كما تخضع بلدة الباقورة لكتيبة أبوعبيدة عامر بن الجراح ضمن لواء اليرموك العسكري في الجيش الأردني.
ومن المعالم الأخرى، ساحة سارية العلم الأردني التي شهدت توقيع اتفاقية السلام والواقعة بين منطقة الباقورة الأردنية وبحيرة طبريا ومرتفعات الجولان إضافة إلى منطقة قضاء بيسان الواقع تحت السيادة الاسرائيلية.
ومن الأراضي المؤجرة لأردنيين في الباقورة، مزرعة للنخيل تضم 8 آلاف نخلة بحسب ما أفادت مصادر في المنطقة، وتعود لجمعية المتقاعدين العسكريين الأردنيين.
من جهته، أكد قائد كتيبة أبو عبيدة عامر بن الجراح خلال حديث للصحفيين، أن الزيارة أصبحت مفتوحة على مدار الأسبوع للمنطقة بإشراف الجيش الأردني.
ويمكن للزائر رصد حركة السير في منطقة بيسان بالعين المجردة، وكذلك الجسر الخشبي بين الجانبين الأردني والإسرائيلي الفاصل بين الحدين.
واحتلت إسرائيل الباقورة في العام 1950، فيما تم إعادة ترسيم الحدود مع الأردن قي 1995 في أعقاب اتفاقية السلام وتم استعادة منطقة الباقورة مع إبرام ملحق إضافي تضمن منح حقوق للتملك والاستئجار لعدد من الأراضي.
وشهدت الباقورة أيضا حادثة قتل الجندي الأردني أحمد الدقامسة لسبع فتيات إسرائيليات عام 1997، انتهت بمحاكمته بالسجن لعشرين عاما وتعويض الاردن لأهالي الفتيات