هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
مع اقتراب موعد رأس السنة الفارسية، يبدو أنه لا يوجد أحد من المسؤولين في الإدارة الإيرانية أو الشعب لديه المزاج للاحتفال وسط الصعوبات الاقتصادية والأجواء الاستخباراتية القاسية التي لم تترك لأحد المجال سواء للتذمر أو الشعور بالسعادة.
حتى وزير الخارجية الإيراني، الذي اشتهر بأنه صاحب الوجه الباسم، كان يصرخ وبدا عليه الغضب الشديد في مؤتمر ميونيخ للأمن عندما خاطب المجتمع الدولي في اليوم الأخير من المؤتمر يوم 16 فبراير .
كان وزير الخارجية الإيراني غاضبًا من قمة وارسو للأمن والسلام التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية وعقدت في بولندا بهدف تشكيل تحالف ضد الجمهورية الإسلامية، ووجد في تلك المناسبة فرصة سانحة للتعبير عن غضبه أمام المجتمع الدولي ضد سلوكه اللامبالي تجاه سياسة ترامب العدوانية تجاه إيران.
حذَّر ظريف الحضور من أن إسرائيل والولايات المتحدة تروجان للحرب ورفض الاتهام الذي ورد على لسان مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، بأن إيران معادية للسامية.
ربما يجد العديد من السياسيين في طهران أن نائب الرئيس بنس أكثر خطورة على أمنهم القومي من الرئيس ترامب نفسه. بنس، ذو الوجه الذي يفتقر إلى أي تعبير والنظرة الجليدية، ربما يستطيع أن يخيف الكثير من الملالي من خلال عمله الدؤوب.
مع هذا الوجه المخيِّب لنائب الرئيس، والكلمات القاسية التي وجهها الرئيس ترامب، فإن الأمر يبدو مختلفا تماما عما كانت عليه الأمور عند التوقيع على اتفاق إيران النووي في يوليو 2015.
الأوضاع الاقتصادية القاسية والصعوبات الشديدة التي يواجهها الإيرانيون جميعاً جاءت بسبب العقوبات التي فرضها الرئيس ترامب. فقد دمرت العقوبات حياة الملايين من الإيرانيين الذين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية اليومية. الناس غاضبون من النظام الحاكم في طهران بسبب وضعهم في هذه الصعوبات دون تقديم أي حل، وفي نفس الوقت لا يوجد أي علامة على التماسك.
لكن يبدو أن النظام يتعرض لمصاعب أكثر من الناس العاديين الذين يعانون الكثير. فالنظام يواجه ضغوطاً هائلة من أجل البقاء لأن استمرار الظروف الحالية يمكن أن تؤدي إلى انفجار النظام داخليًا وحتى بدون تدخل خارجي في السلطة.
في الواقع ، ما دفع وزير الخارجية ظريف للغضب لدرجة أنه كان يصرخ خلال حديثه في مؤتمر ميونيخ يجب أن يكون مرتبطًا بتنبؤه للمستقبل خلال فترة وجود ترامب وإدارته في السلطة في الولايات المتحدة. ربما أنه يقرأ ويرى مذكرة حرب في كل هذه الوجوه المتطرفة في الإدارة الأمريكية من الحزب الجمهوري.
في منطقة شهدت الكثير من الحروب الوحشية التي لا تزال ندوبها ظاهرة حتى الآن، لا أحد يرغب في حرب أخرى.
ظريف حذر المجتمع الدولي ضد سيناريو الحرب المحتمل الذي تعد له الولايات المتحدة وإسرائيل، واتهم إسرائيل بالسعي للحرب مع إيران، لكنه لم يقدم سبباً ملموساً لهذا الادعاء.
وقال وزير الخارجية الإيراني للحلفاء الغربيين إن التزامهم بالاتفاق النووي الإيراني ليس على المستوى الذي تأمله الجمهورية الإسلامية، وحذرهم بلطف من انسحاب إيران المحتمل من الاتفاقية ما لم يرقى عملهم إلى مستوى التزاماتهم.
في إيران، لا يهتم إلى حد ما أي شخص كثيراً بالاتفاق النووي الإيراني حيث أنه موضوع نقاش قديم. الموضوع المهم الذي يناقشه الناس حالياً هو متى سيستطيع الشعب الإيراني التخلص من النظام القمعي الحالي.
ما هو مهم بالنسبة لعامة الناس في إيران هو كيف ومتى ستأتي التغييرات الحقيقية ويستطيع الإيرانيون أن يعيشوا حياة طبيعية.