رأي.. كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN: ما لن يتحمله الإيرانيون في عيد النوروز

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
رأي.. الإيرانيون يحتفلون بعيد النوروز وسط ظروف البلد القاسية
Credit: ATTA KENARE/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

الاحتفال بعيد النوروز، أو احتفالات رأس السنة الفارسية، يتطلب التسوق لشراء ملابس جديدة للأطفال والأسرة وتحضير المعجنات والمكسرات والشاي والفواكه لتقديمها للضيوف. ولكن في هذا العام لا يمكن للعديد من العائلات حتى تحمل التكاليف الأساسية، ناهيك عن شراء متطلبات الاحتفال بعيد النوروز. وليس خفيًا عن الإيرانيين ولا عن العالم أنه في هذه السنة بالذات، تعاني الكثير من العائلات الإيرانية من مشاكل مالية وصعوبات كبيرة لتأمين متطلبات الحياة اليومية.

إيران لديها الفستق الأكثر شهرة في العالم، وهي واحدة من أكبر الدول المصدرة لهذه البضاعة في العالم. ومع ذلك يعتبر الفستق اليوم واحدًا من السلع الفاخرة التي لا تستطيع حتى أسر الطبقة المتوسطة شراءها، رغم أنها من المواد الأساسية التي يجب أن تحتويها طاولة المنزل في عيد النوروز لتقديمها للأهل والأصدقاء.

كل شيء مكلف للغاية بالنسبة للإيرانيين في العام الفارسي الجديد 1398 الذي يبدأ بيوم 21 مارس/ آذار من التقويم الميلادي. يشعر الكثير من الإيرانيين بالإحباط لدرجة أن كل ما يمكنهم أن يأملوه ويصلوا من أجله هو أن الوضع لن يكون أكثر سوءاً في العام المقبل.

مع عدم وجود ضمان بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعطي إعفاء آخر لعدد محدود من العملاء الذين يشترون النفط الإيراني، قد تزداد الأزمة المالية سوءا بعد العطلات الرسمية. هذه المخاوف تجعل الملايين من الإيرانيين يترددون في إنفاق شيء من المدخرات القليلة التي لديهم في احتفالات العام الجديد، حيث أن المناخ السياسي والمالي لا يعدهم بتغيير إيجابي.

إن الصعوبات التي يواجهها الإيرانيون في عيد النوروز هذا العام يعيد إلى الذاكرة فترة الحرب العراقية-الإيرانية في ثمانينيات القرن العشرين، عندما أعلن النظام الإيراني حالة طوارئ عامة وبالتالي تقلصت آمال الناس لتتناسب مع الظروف. كان هناك نقص في كل شيء، من القرطاسية المدرسية إلى الصابون والشامبو وصولاً إلى لحوم البقر والحليب والخبز وحتى الوقود. أتذكر جيدًا أن والدتي طلبت مني أن أحجز مكانًا في طابور الخبز في المخبز في طريق عودتي إلى المنزل بعد المدرسة. اقتصر توزيع الخبز على بضع قطع فقط لكل شخص، لذلك كان على عدد من أفراد الأسرة البقاء في طابور الخبز حتى يتمكنوا من شراء ما يكفي للأسرة.

اليوم، من دون حرب ولله الحمد، لا يعرف شعب هذا البلد الجميل، الذي يعد واحداَ من أغنى دول العالم باحتياطاته الضخمة من النفط والغاز، لماذا يتعين عليهم مواجهة هذه المصاعب الاقتصادية. إن الكارثة الاقتصادية، مقترنة بنظام حكم قمعي يضغط على الناس سياسياً وأيديولوجياً، تجعل الحياة صعبة للغاية بالنسبة لمعظم الإيرانيين بحيث يكون البديل الأفضل لهم هو الهجرة.

في الوقت الذي ينخرط فيه النظام الإيراني في صراع لا نهاية له مع الولايات المتحدة ويحاول تصدير إيديولوجية، لا تظهر التوقعات أن إيران لديها الكثير من الأيام المشرقة هذا العام. لا يزال النظام في طهران يدعي أنه يعرف كيفية كسر العقوبات ومقاومة أمريكا، لكن مع انتشار الفساد بشكل كبير في النظام، فإن العقوبات لا تخلق سوى فرصاً جديدة لمزيد من الفساد والفقر.

أعرف أن جميع الناس في المنطقة يتمنون السلام للشعب الإيراني، ويتمنون لهم الاستقرار والازدهار في السنة الجديدة، رغم كل التحفظات التي لديهم من التعامل مع النظام في الجمهورية الإسلامية.