يبدو أن الجزائر باتت على وشك الحصول على أول رئيس جديد لها منذ حوالي 20 عامًا، فالتغيير قد يأتي دون عنف، وكان الآلاف من المتظاهرين السلميين قد خرجوا إلى الشوارع بعد إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن ترشيحه لولاية خامسة.
وأصيب بوتفليقة بسكتة دماغية في عام 2013 ومنذ ذلك الحين كان نادراً ما يظهر بشكل علني، إذ يعتقد على نطاق واسع أن الرجل البالغ من العمر 82 عاماً عاجز، فمؤخراً أدخل إحدى المستشفيات في سويسرا.
وبعد أسابيع من المظاهرات وافق بوتفليقة على عدم الترشح لولاية أخرى، لكنه أعلن في ذات الوقت أنه سيؤجل انتخابات أبريل وسيبقى في السلطة لفترة من الزمن.
لكن هذه الخطوة جاءت بنتائج عكسية، وأججت المزيد من المظاهرات من قبل أولئك الذين شعروا أن بوتفليقة كان يكسب الوقت في منصبه، حتى جاء بيان قائد أركان الجيش، أحمد قايد صالح، الذي قال فيه، “علينا إيجاد حل ينهي الأزمة ويلبي المطالب المشروعة للشعب الجزائري، حل يوحد الآراء ويكون مقبولاً من جميع الأطراف“.
وكان ذلك الحل هو تطبيق المادة 102 من الدستور الجزائري، الذي يطلب بموجبه من برلمان البلاد إعلان أن بوتفليقة عاجز عن الحكم والسماح بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
لكن دعوة الجيش تلك لم تكن كافية لإرضاء أولئك الذين يريدون رؤية إصلاحات أكثر حدة وقوة، فبعد أكبر تظاهرات لمعارضة الشارع في تاريخ البلاد، يبدو أن التغيير بات أمراً حتمياً، لكن كيف ومتى لا تزال المسألة موضع نقاش ساخن في شوارع الجزائر.