رأي: كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN.. "قمة تونس" وحدت الدول العربية

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
رأي: كامليا انتخابي فرد تكتب لـCNN.. "قمة تونس" وحدت الدول العربية
Credit: FETHI BELAID / Contributor

هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN

عقدت القمة العربية العادية الثلاثون في تونس، وهي دولة عربية تتمتع بعلاقات جيدة مع كل العالم العربي ولذلك نجحت في جمع زعماء بينهم خلافات عميقة، مثل ملك السعودية وأمير قطر، إلى جانب 12 ملكا ورئيس دولة من بين زعماء 22 دولة عربية.

لكن هذا ليس النجاح الوحيد للقمة. فقد استطاع الزعماء العرب التركيز على نقاط الالتقاء واتفقوا على احترام الخيارات المختلفة لكل دولة، كما أظهرت القمة الأهداف المشتركة للدول العربية وطريقة معالجة المواقف المختلفة، مما يجعل هذه القمة فريدة من نوعها.

ولعل من أبرز النقاط التي اتفق عليها القادة العرب اعتماد حل مشاكل العالم العربي داخليًا وعدم السماح بتدخل الآخرين، في إشارة إلى دول إقليمية وعالمية مثل إيران والولايات المتحدة وأي دولة أخرى في هذا السياق.

كما تناول البيان الختامي، وللمرة الأولى، تدخلات كل تركيا وإيران في الشؤون العربية وأنه في حال تشكيل إيران أو إسرائيل أو أي دولة أخرى تهديداً لأي دولة عربية، فسيكون هذا بمثابة تهديد لجميع الدول العربية، وكذلك إذا تعرض اقتصاد أي دولة عربية لأي أزمة فإن ذلك يعتبر أزمة مشتركة لجميع الدول العربية.

هذا الموقف العربي المشترك يعتبر تغيراً هاماً وتعبيراً عن وحدة الرأي بين أعضاء الجامعة العربية، وهو يبدو وكأنه يهدف إلى التركيز على ليبيا وسوريا كمسألة فورية يجب تسويتها داخليًا.

ومن المثير للاهتمام أن أياً من المتحدثين لم يتطرق إلى الخلاف القائم بين قطر وبعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي الآخرين، كما أن هذه المسألة لم يرد ذكرها في البيان الختامي للقمة، يبدو أن هناك محاولات جارية من قبل الكويت للتوسط بين قطر والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وفي الوقت نفسه، كانت لهجة الخطاب تجاه جمهورية إيران الإسلامية وتدخلاتها الإقليمية مختلفة.

عندما كان أمير الكويت يلقي كلمته أمام الحضور، لم يشر إلى أي شيء يتعلق بتدخلات إيران، وبدلاً من ذلك تحدث عن الاحترام المتبادل وضرورة احترام الجوار والسلوك الطيب، لكن البيان أدان ممارسات إيران السيئة في المنطقة. وبشكل عام، فقد كانت أجواء القمة إيجابية وركزت على القضايا الداخلية للدول العربية والطريقة التي يمكن من خلالها توحيد الصف لمعالجة جميع المشاكل التي يمكن أن تتسبب بها دول مثل إيران وتركيا وحتى إسرائيل فيما يتعلق بإعلان الجولان كأرض إسرائيلية وهلم جرا.

الإعداد الناجح لهذه القمة بدأ منذ قمة شرم الشيخ، كما كان محور محادثات الاجتماع الذي عقد في القاهرة بين زعماء الأردن والعراق ومصر لسد الفجوات قدر الإمكان وتقريب وجهات النظر في العديد من القضايا الرئيسية.

بالإضافة إلى قدرتهم على تقليص الخلافات بين الدول العربية، أظهر الزعماء أن بإمكانهم العمل بشكل أفضل في العديد من الأمور دون تدخل الأجانب لقد تعلموا أن عليهم أن يتجاوزوا الانقسام الذي بدأ مع "الربيع العربي"، والذي كان السبب الرئيس في العداء بين كثير من الدول العربية والمشاكل التي تعاني منها سوريا والعراق واليمن وليبيا ودول أخرى.

مقعد سوريا بقي فارغا وعضويتها بقيت معلقة، لكن هناك أمل كبير بأن تستعيد مقعدها وتشارك في القمة العربية القادمة في العام المقبل، إذ يمكن أن تظهر الدول العربية مزيداً من الوحدة حتى ذلك الوقت.

أولاً ليبيا، ومن ثم سوريا، وبعد ذلك تتطلع العيون إلى اليمن والصراع الفلسطيني مع إسرائيل. مواضيع شائكة وكبيرة سيتم التعامل معها هذا العام.