دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء، إلى التصدي لخطاب الكراهية، خلال زيارته إلى الجامع الأزهر في مصر، حيث أكد أن الإسلام "دين التسامح"، مستشهدا بآيات قرآنية وحديث ومواقف من أحداث وقعت مؤخرا.
وأشار غوتيريس، في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، إلى مذبحة المسجدين في نيوزيلندا التي أسفرت عن مقتل 50 شخصا في 15 مارس/ آذار الماضي، قائلا: "على مر الأسابيع تعرفنا على قصص ملهمة عن الضحايا. وقرأنا عن أشخاص فقدوا حياتهم وهم ينقذون الآخرين".
وتحدث غوتيريس عن زوج إحدى الضحايا الذي أعرب عن مسامحته لمنفذ الهجوم، واقتبس غوتيريس آية قرآنية من سورة "فُصلت" جاء فيها: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ".
كما أشار غوتيريس إلى تضامن المسلمين في الولايات المتحدة ومسارعتهم بجمع الأموال لأسر وضحايا الهجوم على كنيس يهودي في مدينة بيتسبرغ الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018، الذي أسفر عن مقتل 11 شخصا، قائلا إن "تلك هي الروح التي يعرف أنها متجذرة في الإسلام، دين الحب والتعاطف والتسامح والعفو"، وفقا لما نقله موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأضاف غوتيريس: "عندما كنت مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، شهدت سخاء الدول المسلمة التي فتحت حدودها للناس الذين يعانون من المحن، في عالم تغلق فيه الكثير من الحدود للأسف. ويتوافق ذلك مع ما أعتبره أروع ما قيل عن حماية اللاجئين في تاريخ العالم، والذي ورد في سورة التوبة".
وذكر موقع أخبار الأمم المتحدة أنه كان يشير إلى آية "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُون". ونقل الموقع عن غوتيريس قوله إن "تلك الآية أنزلت على النبي محمد قبل صدور اتفاقية حماية اللاجئين عام 1951 بأكثر من 14 قرنا". وأضاف أن "الدعوة لحماية المؤمنين وغير المؤمنين، مثال رائع على الانفتاح والتسامح".
وأكد غوتيريس على أهمية التوحد لمواجهة الكراهية، قائلا: "في هذا الوقت من الصعاب والانقسام، يجب أن نقف معا ونحمي بعضنا البعض. ولكن في أنحاء العالم نرى تصاعدا لكراهية المسلمين ومعاداة السامية والعنصرية وخطاب الكراهية".
وأضاف أن "خطاب الكراهية يدخل الساحات الرئيسية لينتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة. نرى ذلك الخطاب ينتشر في الديمقراطيات الليبرالية والدول الشمولية على حد سواء. إن هذه القوى الظلامية تهدد القيم الديمقراطية والاستقرار الاجتماعي والسلام، وتوصم النساء والأقليات والمهاجرين واللاجئين".
وأشاد غوتيريش بالمبادرات التي يقوم بها الأزهر لنشر الوعي بالوجه الحقيقي للإسلام، ومكافحة فلسفات التطرف العنيف ودعاية الإرهابيين. وأكد غوتيريش عدم وجود أي مبرر للإرهاب. وقال إن العيش في سلام يتطلب تعزيز التفاهم المتبادل والاستثمار في نجاح التنوع، مقتبسا من حديث جاء فيه: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".