لافروف من عمّان: ندعو للتخلص من "الاحتلال" الأمريكي جنوب سوريا

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة

عمان، الأردن (CNN)-- جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موقف بلاده الرافض للقرارات الامريكية الأخيرة المتعلقة بالقدس والجولان، فيما قال إن القوات الأمريكية تحاول تثبيت "وجودها" الذي وصفه بالاحتلال في الجنوب السوري، عبر قاعدة التنف العسكرية، وتمنع اللاجئين السوريين من مغادرة منطقة الركبان الحدودية، داعيا إلى "التخلص" من الاحتلال الامريكي هناك.

وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده معه وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، ظهر الأحد في العاصمة عمّان، على هامش جولة يقوم بها لافروف إلى كل من  مصر والأردن، تمحورت الأخيرة حول مباحثات منطقة "مخيم الركبان".

وأظهر الوزيران الأردني والروسي، توافقا في مواقف بلديهما حيال ملف القضية الفلسطينية، مؤكدان أن القرارات الأمريكية الأخيرة هي قرارات غير شرعية فيما يتعلق بالقدس والجولان، في حين وصف الوزير الأردني الصفدي بأن "هذه التطورات خطرة ولا تدفع إلا إلى مزيد من التصعيد".

وأكدا استمرار المباحثات الثلاثية الأردنية الروسية الأمريكية بشأن الركبان، مع الإشارة إلى أن هناك سلسلة من الاجتماعات عقدت وأن هناك اجتماعا مرتقبا للأطراف الثلاثة.

ومن جهته، قال لافروف إن روسيا تشجع السلطات السورية على تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين عموما، ولاجئي الركبان، فيما كشف أن المعلومات المتوفرة لديه، تشير إلى تهيئة 30 ألف موقع داخل الاراضي السورية بكامل البنية التحتية لها لعودة النازحين السوريين، وقال إن منع اللاجئين من العودة "هو خرق لحقوقهم"، مشيدا بالموقف والتنسيق الأردني المشترك في هذا الجانب.

 وجدد لافروف تأكيد موقف بلاده الداعم لمخرجات حوارات أستانة في مباحثات التسوية السورية داعيا إلى إطلاق الحوار مجددا، وقال "نشارك الرأي العام في حلحلة هذه القضية، ونؤيد جهود الأردن في دعم عودة سوريا إلى المنظومة العربية".

وبين لافروف أن المعلومات التي رشحت من المراقبين الأمميين تشير إلى أن 95 في المائة من قاطنيه يرغبون بالعودة إلى سوريا.

وأضاف: "ندعو إلى وقف محاولات منع خروج النازحين السوريين من الركبان.. الأوضاع في الداخل في المخيم غير مقبولة ونحن على استعداد تام لمساعدتهم وتأمين خروجهم، والأفضل التخلص من الاحتلال الأمريكي في هذه المنطقة".

وفيما أكد لافروف على أهمية استمرار التنسيق الثلاثي بين الأردن وروسيا وأمريكا في الملف السوري وأزمة الركبان، اتهم لافروف "القوات الأمريكية بالقيام بمحاولات منع اللاجئين في الركبان من مغادرة المخيم".

وأضاف: "الركبان ليس فقط بالقرب من قاعدة التنف الأمريكية.. الامريكيون أعلنوا إنشاء هذه المنطقة بمدى 55 كيلومترا ولا نعرف كيف تم تبرير ذلك.. هناك   تعاون بين الأمريكيين والمنظمات المتطرفة وهم يقومون بعمليات عسكرية.. الأمريكيون يرفضون التخلص من هذا المخيم وكانوا يقولون أن الضروري إرسال المساعدات الانسانية إلى هذا المخيم، وهذا يشير إلى أن الامريكيين يحاولون تثبيت وجودهم في هذا المخيم".

ودعا لافروف إلى وقف محاولات منع  خروج النازحين السوريين من الركبان، قائلا: "الأوضاع في الداخل في المخيم غير مقبولة ونحن على استعداد تام لمساعدتهم  وتأمين خروجهم، والأفضل التخلص من الاحتلال الأمريكي  في هذه المنطقة".

 وأشار لافروف أيضا ردا على تساؤلات صحفية حول الخطة القادمة في حال استمرار الوضع القائم لمنطقة الركبان، "إن الجانب الأمريكي يقول إنه مستعد لمناقشة الموضوع ولكن هذا غير صحيح، لكننا سنقف الموقف المضاد لهذا الموقف ولهذا الوجود غير الشرعي".

أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، عبّر الوزير الروسي عن قلق بلاده من التطورات السياسية والقرارات الامريكية في هذا الشأن، وقال: "نحن قلقون مما يحصل في المنطقة ليس لدينا شكوك بموقف المجتمع الدولي لكن عليه أن يلتزم بقرارات الشرعية الدولية، الموقف الروسي واضح ندعو إلى حل القضية الفلسطينية عل أساس حل الدولتين وأية محاولات أخرى لن تؤدي إلى نتائج جيدة".

وأكد لافروف على إدانة القرارات الأمريكية المتعلقة بالقدس والجولات، وأضاف: "ندين القرارات الأمريكية حول الجولان والقدس، هي قرارات غير شرعية.. ليس لدينا معلومات حول "صفقة القرن" وهي تثير قلقنا بشدة ولكن سنواصل في موسكو الحوارات بشأن القضية في المنتدى  الروسي العربي في روسيا.

 من جهته، قال الوزير الصفدي إن قضية الركبان هي قضية أممية سورية مشيرا إلى جهود الأردن في إيصال المساعدات للقاطنين فيه في وقت سابق قبل أن تحول الظروف دون ذلك، مؤكدا أن هناك حوار اللجنة الثلاثية الدائمة بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة.

 وقال الصفدي إن بلاده كدولة مجاورة "لا تستطيع التعايش مع حرب مفتوحة في سوريا"، منوها إلى أن "الحل السوري لا يتحقق إلا بالتوافق الامريكي الروسي المدعوم من المجتمع الدولي".  

وفيما يخص الملف الفلسطيني، جدد الصفدي التأكيد على أن الأردن لا يعرف تفاصيل صفقة القرن، أو ما ستقوله الولايات المتحدة الأمريكية فيها.

وقال: "موقفنا واضح الحل الوحيد للصراع الاسرائيلي الفلسطيني إنهاء الاحتلال وفق حل الدولتين.. وبغير ذلك سنغرق بالصراع بشكل أكبر".

وحول ما تم تداوله مؤخرا في وسائل إعلام دولية حول عدم التنازل عن الضفة الغربية والمستوطنات، قال الصفدي إن هذه كلها مؤشرات "خطرة"، و"لا تدفع إلا لمزيد من التصعيد".

وأضاف: "هناك رغبة وإرادة دولية بالسلام وشروط السلام معروفة سنجد أنفسنا بتصعيد جديد والوضع هناك صعب وخطر جدا وسيسهم بتأجيج الصراع، وإعلان ضم الجولان يشكل خرقا للقانون الدولي وسابقة تخرق الموقف القانوني بعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة".

 وأشاد الوزير الأردني بالتعاون والتنسيق مع روسيا، قائلا إن العلاقات الروسية الأردنية تسير بشكل ثابت وممنهج، واعتبر أن الموقف الروسي من القضية الفلسطينية موقف ثابت.

وأشار إلى أن التعاون الأردني الروسي في الأزمة السورية، منذ بداية تطبيق خطة خفض التصعيد في الجنوب السوري، خفف   الخسائر وحال "دون وقوع مجازر في الجنوب السوري"، على حد تعبيره.