هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN
في بعض المناطق في إيران، وصل مستوى الوحل أحياناً إلى أسطح المنازل. غرقت المؤونة الغذائية والممتلكات الشخصية التي يحتفظ بها الناس في منازلهم في الفيضانات الغزيرة، والناس لا يعرفون ما يخبئه لهم الغد بعد أن انتهى بهم الأمر إلى الجلوس في الوحل وهم يعانون من الصدمة والألم.
توقف المطر ودخلت الميليشيات العراقية، المسماة "الحشد الشعبي"، إلى مدن جنوب إيران، وبالتحديد الأهواز وخرمشهر. من المفترض أن هذه الميليشيات الصديقة جاءت لتنظيف الطرق ومساعدة الناس على إدارة مدنهم وعائلاتهم بعد الكوارث الطبيعية.
لم يكن واضحا لماذا سيحتاج الإيرانيون إلى هذه الميليشيا للقيام بأعمال التنظيف عندما يكون هناك أكثر من عدد كافٍ من الناس لتنظيف الفوضى. ما يحتاجون إليه حقًا هو الإمدادات من المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، والمساعدة الطبية، والخيام والملاجئ، التي لا يمكن توفيرها من قبل الحشد الشعبي، أو من قبل الدولة العراقية التي تكافح لإطعام شعبها وإدارة اقتصادها.
في حين أن علاقات إيران مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية سيئة، فهي ودية للغاية مع قطر وتركيا، على سبيل المثال، فلماذا لم تتقدم تلك الدول للمساعدة؟ وفي الوقت نفسه، فإن أفغانستان وباكستان ليستا دولتين غنيتين، لكن هل قد لا يكون بمقدورهما إرسال قوات أو طائرات هليكوبتر عندما يصرخ الناس طلبًا للمساعدة؟ باكستان، في نهاية المطا ، لديها سادس أكبر جيش في العالم من حيث عدد الجنود العاملين، والأكبر بين الدول الإسلامية، بـ 919 ألف جندي ، منهم 637000 في الخدمة الفعلية. ألن يكونوا أكثر كفاءة ومساعدة من الميليشيات الشيعية في العراق؟ سيكونون بالتأكيد أقل إثارة للجدل.
هناك الكثير من الكراهية والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي ضد العراق من إيران، والسبب الرئيسي يعود إلى أن المليشيات العراقية التي عبرت عبر الحدود وهي تلوح بعلم العراق في منطقة كانت تعتبر ساحة معركة بين إيران والعراق خلال الحرب العراقية - الإيرانية.
لماذا لا يستطع النظام الإيراني تفهم حساسية الناس تجاه مثل هذا التصرف؟ العراقيون، بالطبع، يدعون أن الدافع كان إنسانيًا، لتقديم المساعدة. ومع ذلك، فإن هذه المساعدة جاءت متأخرة قليلاً ويمكن على أي حال تقديمها من قبل متطوعين دون إثارة الغضب وردود الفعل العامة. هل يخاف النظام شعبه؟
تسببت العقوبات الأمريكية في صعوبات كثيرة للإيرانيين، وعلى رأسها الآن مواجهة آثار الفيضانات وهجوم الجراد. لقد أصبحت أحوال الناس سيئة للغاية.
وعدت حكومة حسن روحاني بإعادة بناء جميع المنازل والأضرار التي سببتها الفيضانات، لكن الصعب هو ثقة الناس بالوعود التي يطلقها روحاني أو النظام.
فصل الصيف الصعب على الأبواب، والإيرانيون يعانون من كوارث طبيعية، بالإضافة إلى عزلة دولية وعقوبات وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يجعلها أكثر قساوة في الأشهر المقبلة.
مع طموح الحرس الثوري في إيران لتولي مسؤولية السياسة الداخلية والدولية، وخيبة أمل جميع الإيرانيين، بصرف النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية، فقد يكون الصيف المقبل صعباً على النظام لأنه قد يضطر للتعامل بشكل واسع مع الغضب والإحباط الذي يشعر به الناس.