دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن المجلس العسكري الانتقالي السوداني، الإثنين، عن التحفظ على عدد من منسوبي القوات النظامية استعدادا لتقديمهم للمحاكمة، بسبب دورهم في أحداث فض الاعتصام، وذلك بالتزامن مع انقطاع "شبه كامل" للإنترنت بالسودان.
وقال المجلس العسكري، في بيان، إنه تم تشكيل لجنة تحقيق مشتركة، وذلك "في إطار العهد الذي قطعه المجلس على نفسه أمام الشعب السوداني بتمليكه كافة الحقائق المتعلقة بالأحداث الأمنية التي صاحبت العملية الأمنية، التي تم تنفيذها لمداهمة وكر الجريمة بما عرف بمنطقة كولمبيا، وتأثيراتها على منطقة الاعتصام حول القيادة العامة، والتي لم يكن للمجلس العسكري الانتقالي رغبة في فضها".
وأضاف المجلس أن لجنة التحقيق "توصلت إلى وجود بينات مبدئية في مواجهة عدد من منسوبي القوات النظامية، وبموجب ذلك تم وضعهم في التحفظ العسكري توطئة لتقديمهم للجهات العدلية بصورة عاجلة".
وتابع المجلس بالقول إن "لجنة التحقيق ستواصل أعمالها لتمليك الحقائق للرأي العام خلال 72 ساعة"، مؤكدا على "عدم التواني في محاسبة كل من ثبتت إدانته وفقا للوائح والقوانين"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
في غضون ذلك، قالت منظمة "NetBlocks" المتخصصة في مراقبة حرية الإنترنت، لـCNN، إن السودان يواجه انقطاعا "شبه كامل" في الإنترنت، منذ عصر الإثنين، مضيفا أن القيود طالت الخطوط الثابتة والشركات المزودة لخدمات الإنترنت أيضا بعدما كانت تؤثر على إنترنت الهواتف المحمولة. وأشارت إلى أن هذا الوضع يشبه ما جرى وقت أحداث فض الاعتصام.
من جانبه، حمل تجمع المهنيين السودانيين المجلس العسكري مسؤولية ما حدث، قائلا: "مرة أخرى يقدم المجلس العسكري الانقلابي على قطع الإنترنت والخطوط الأرضية، وهي المنافذ الوحيدة المتبقية للسودانيين للإطلال على العالم، ولفضح جرائم مليشيا الجنجويد والمجلس العسكري الانقلابي، ونقل ملاحم وانتصارات الشعب السوداني الواسعة من عصيان مدني شامل وإضراب سياسي عام".
وأضاف التجمع أن "هذا القرار التعسفي يأتي بعد قطع الانترنت نهائياً عن شبكات الاتصال المحلية التي تقدم الخدمة لشرائح الجوالات". ودعا التجمع إلى "استمرار توثيق كل مظاهر العصيان وجرائم المجلس العسكري الانقلابي في أجهزة الجوال وكاميرات الفيديو الرقمية والاحتفاظ بالمواد لنشرها في أقرب فرصة".
وقال التجمع إن "مجلس الإبادات الجماعية يظن أنه بإخفاء جرائمه وممارساته سيجعل وهج الثورة المضيء يخفت ولكن هيهات، فالثورة الآن داخل كل البيوت والحلال والفرقان والطرقات لا يخمدها إلا النصر المبين لقضية الوطن، والوفاء الصحيح لعهود أقسمناها على صدر عموم الشهداء".