عمّان، الأردن (CNN) -- هاتف العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الأحد، عائلة طالب توفي دهسا قبل أسبوع من إعلان نتائج الثانوية العامة في المملكة، حصل فيها على معدل 98.4% في الفرع العلمي، ولقيت قصته تعاطفا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي أسفا على الحادثة، وغضبا من تسجيل مزيد من الضحايا جراء حوادث السير في البلاد.
وقال وصفي العزايزة 48 عاما، والد الطالب المتوفي محمد في تصريحات لموقع CNN بالعربية، إن العائلة تفاجأت بتلقي مكالمة من "سيد البلاد" معزيا باسمه وباسم عائلته وملكة البلاد إياه بوفاة ابنه، متأثرا بما قال إنه "جبر خاطر العائلة المكسور الله يجبر خاطره"، على حد قوله، مشيرا إلى أن ذلك ليس غريبا على الهاشميين.
وفيما أعلنت نتائج الثانوية الخميس، روى العزايزة وهو من سكان مدينة الرمثا الشمالية، لموقع CNN بالعربية بأسى قصة وفاة ابنه الاصغر محمد، الذي عرف عنه التقوى والجد منذ الصفوف الأولى مبكرا، إذ بذل مجهودا مضاعفا في الثانوية العامة ليريح والده من عبء مصروفات الدراسة الجامعية طامحا بالحصول على مقعد طب بمنحة تفوق.
ويقول العزايزة للموقع: "تعبنا على ابني محمد كثيرا، عندي ابن اكبر وهو طالب في السنة الثانية في جامعة الحسين في معان يدرس تخصص المحاسبة. محمد درس بجد ولم يكن يخرج من غرفته ليحصل على معدّل يزيل عني عبء الاقساط الجامعية وكان حلمه دوما أن يدرس الطب".
ويكشف العزايزة في حديثه، أن تعاطف محمد معه بدأ مبكرا، لصعوبة مهنته التي امتهنها منذ سنوات كسائق شاحنات نقل عبر الحدود منذ التسعينات، إذ توقف عن هذا العمل مع بداية العام 2000 الذي ولد فيه محمد، وامتهن بعض الاعمال التجارية، حتى عودة افتتاح الحدود البرية بين الأردن وسوريا في شهر أكتوبر/تشرين الأول في 2018.
ويقول العزايزة مجددا: "ضيق الاحوال وتراجع الأوضاع الاقتصادية بالمجمل رتب أعباء متزايدة، ومنذ 4 سنوات قررت أن أعود لقيادة الشاحنات على خط العقبة ومنذ افتتاح الحدود مع سوريا، قررت أن أعود إلى مهنة القيادة للشاحنات لنقل الخضار عبر الحدود إلى الخليج بحثا عن الرزق".
وما زاد من وطأة حادثة وفاة الطالب، وقوعها خلال تواجد والده وصفي في المدينة المنورة في إحدى مهمات النقل خلال توجه محمد لأداء صلاة العشاء في المسجد المحاذي للمنزل، ولم يعلم بالحادثة إلا بعد وصوله حدود مدينته في اليوم التالي، وكان قد مضى ليلة على وفاة ابنه".
وأضاف بصوت يملأه الحزن: "كنت في المدينة المنورة وطلب مني أصدقاء لي هناك أن أسلم الشاحنة لأحدهم ويعود بي آخر للأردن على وجه السرعة لنقلية أخرى ولم أكن أعلم أن هناك فاجعة تنتظرني.. تحدثت مع زوجتي وابني الثاني مرارا ولم يخبراني بشيء حتى وصلت في اليوم الثاني وعلمت بما حصل".
وقال: "لن أنسى كلمات ابني حمودة عندما كان يقول بدي أريحك ووالدته كانت تعتني به طيلة الوقت وكنت دوما قلقا عليه وأتابع دراسته وأنا مسافر.. سبحان الله لقد كان خلوقا وتقيا ومحبوبا من زملائه، ما أريد أن أقوله إن على الشبان الطائشين أن يتنبهوا من هذه الحوادث... لقد قتلت فرحتنا وفرحة كل أهالي المنطقة".