دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وجه المرشد الإيراني على خامنئي نداء مزج فيه بين الدين والسياسة، إلى الحجاج، الذي يحتشدون من كل أنحاء العالم في المملكة العربية السعودية، معتبرا أنهم يتحملون "رسالة كبيرة وخطيرة"، على حد تعبيره.
وقال خامنئي، في كلمة موجهة إلى الحجاج، بحسب ما جاء على موقعه الإلكتروني، إن "نخب العالم الإسلامي الذين توافد بعضهم حاليا من مختلف البلدان لأداء مناسك الحج، يتحملون رسالة كبيرة وخطيرة. وبفضل همم هؤلاء ومبادراتهم الفاعلة ينبغي أن تُنْقَل هذه الدروس إلى جميع الشعوب وإلى الرأي العام، لتتحقق على أيديهم عملية التبادل المعنوي للأفكار والدوافع والتجارب والمعلومات".
وأضاف خامنئي أن "قضية فلسطين تعد اليوم من أهم قضايا العالم الإسلامي، وهي تأتي في مقدمة كل القضايا السياسية المتعلقة بالمسلمين من أي مذهب أو عرق أو لغة كانوا، فقد وقع في فلسطين أكبر ظلم شهدته القرون الأخيرة. وبتوفيق من الله تعالى لم يرضخ هذا الشعب للهزيمة ولم ينثن عن الجهد، فهو متواجد اليوم في الساحة باندفاع وشجاعة أكثر مما كان عليه بالأمس، إلا أن تحقيق النتيجة بحاجة إلى دعم كل المسلمين".
ورأى خامنئي أن "الخدعة المتمثلة في (صفقة القرن)، والتي يجري التمهيد لها من قبل أمريكا الظالمة وأعوانها الخونة، تشكل جريمة ليس بحق الشعب الفلسطيني فحسب وإنما بحق المجتمع البشري قاطبة". وأضاف: "إننا ندعو الجميع إلى مشاركة فعالة لإفشال هذا الكيد والمكر المدبَّر من قبل العدو، ونرى بحول الله وقوته أن هذه المؤامرة وغيرها من أحابيل جبهة الاستكبار كلها مكتوب عليها الفشل والهزيمة أمام عزيمة جبهة المقاومة وإيمانها".
واعتبر المرشد الإيراني أن "إحدى البركات العظيمة للحج والتي توفر فرصة مواتية للشعوب المسلمة المظلومة، هي مراسم البراءة التي تعني التبري من كل ما يتصف به طواغيت كل عصر من قساوة وظلم وجور وبشاعة وفساد، كما تعني الوقوف بوجه ما يمارسه مستكبرو العصور من قهر وابتزاز".
وأضاف أن "البراءة من جبهة الشرك والكفر التي يمثلها المستكبرون وعلى رأسهم أمريكا، تعني اليوم البراءة من قتل المظلومين ومن تأجيج الحروب، كما تعني إدانة بؤر الإرهاب من قبيل داعش وبلاك ووتر الأمريكية، وتعني صرخة الأمة الإسلامية بوجه الكيان الصهيوني قاتل الأطفال ومن يقفون وراءه ويدعمونه".
وتابع بالقول إنها "تعني إدانة ما تقوم به أمريكا وأعوانها من تأجيج حروب في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا الحساسة، حروب أوصلت الشعوب إلى أقصى حدود معاناتها ومحنتها وأخذت تكبدّها كل يوم بمصائب كبرى. وتعني البراءة من التمييز العنصري على أساس الجغرافيا والعرق ولون البشرة، وتعني البراءة من السلوك الاستكباري الخبيث الذي تنتهجه القوى المعتدية والمثيرة للفتن إزاء السلوك الشريف النبيل العادل الذي يدعو إليه الإسلام كل الناس".