عمان، الأردن (CNN) -- عبّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عن سعادته بعودة طلبة الأردن إلى مقاعد الدراسة الأحد، موجها انتقادا لبعض ما وصفها بـ"تفاصيل" إضراب المعلمين في الأردن، والذي قادته نقابة المعلمين حديثة التأسيس، وذلك على مدار شهر كامل بدأ في الخامس من أيلول/سبتمبر المنصرم.
الإضراب المهني الذي يعد الأطول في تاريخ البلاد، بحسب مراقبين، رافقته حالة استعصاء كما وصفها الملك في تغريدة له نشرها عبر حسابه الرسمي على تويتر، قائلا: "تابعت تفاصيل الاضراب وبعضها كان مؤلما بعبثيته وأجنداته البعيدة عن مصلحة الطالب والمعلم، فكان لابد من إنهاء الاستعصاء خدمة للعملية التعليمية".
ولم تنفرج أزمة الإضراب، إلا ليل السبت بتدخل ملكي بحسب تصريحات رسمية لعدد من الوزراء في الحكومة الأردنية، حيث شهد مقر نقابة المعلمين اجتماعات ماراثونية بين مجلس نقابة المعلمين التي تأسست على ضوء ما يُعرف بـ"الربيع العربي"، وأعضاء من الفريق الحكومي حتى فجر الأحد، انتهى بتوقيع اتفاق ملزم بين الطرفين يضمن صرف علاوة للمعلمين بنسب متفاوتة مطلع العام 2020، إضافة إلى امتيازات موازية مهنية وعدم التعرض للمعلمين بأي مضايقات، في توقيع علني بثته محطات التلفزة المحلية ووسائل الإعلام.
ونوه العاهل الأردني في تغريدته أيضا إلى ضرورة عدم تكرار الإَضراب، قائلا: :"الثمن الأكبر كان تعريض مصلحة الطلبة للإعاقة، وهذا يجب أن لايتكرر".
من جانبه، أكد رئيس الحكومة الأردني، عمر الرزاز، أن الاتفاق مع نقابة المعلمين "لم يكن سهلا"، لافتا إلى أنه سيزيد من عجز الموازنة، ومشيرا إلى أن الحكومة "وضعت الجانب المالي في كفة ومصلحة الطلبة في كفة أخرى"، وشدد على ضرورة التعلم من الدروس المستفادة من هذه التجربة كي لا تتكرر في المستقبل.
وتوجه الأحد نحو مليون ونصف المليون طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة الحكومية، كما استأنف نحو 87 ألف معلم ومعلمة عملهم، كانوا قد شاركوا في تنفيذ الإضراب بالكامل.
من جهته، قال المستشار القانوني لنقابة المعلمين الأردنيين، بسام الفريحات، وأحد خبراء إدارة الإضراب قانونيا، إن الإَضراب، سجل "درسا غير مسبوق لمختلف الاطراف، في مفاهيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وفي المطالبة بالحقوق وشجاعة صوت العقل، مع التزامه بمعايير القانون رغم الاستفزازات الرسمية".
وبين الفريحات في تصريحات لموقع CNN بالعربية مساء الأحد، أن مشروعية الإَضراب والمطالب دفعت بالأردنيين إلى الالتفاف حوله وحول النقابة، وقال: "نسبة الالتزام بلغت مائة في المائة وأهالي الطلبة كانوا أكبر داعم لنجاح الإضراب رغم محاولات الحكومة لإفشاله.. الاتفاق جاء انتصارا للجميع".
وتوافقت نقابة المعلمين والحكومة، على منح علاوة تتراوح بين 35% إلى 75% واستحداث رتبة المعلم القائد، بعد أن كانت الحكومة ترفض الاعتراف بالعلاوة.