عمان، الأردن --(CNN) في إطار بوادر تصعيد دبلوماسي بين الأردن وإسرائيل، استدعت الحكومة الأردنية ليل الثلاثاء سفيرها في تل أبيب غسان المجالي "للتشاور" احتجاجا على ما قالت إنه اعتقال اسرائيل "غير القانوني وغير الإنساني" للمواطنين الأردنيين هبة اللبدي وعبدالرحمن مرعي، ومماطلتها في الاستجابة لطلب الأردن الافراج الفوري عنهما.
ومن المتوقع خلال الساعات المقبلة، أن تشهد القضية تطورات حاسمة، إذ أكد محامي الأردنية اللبدي تردي حالتها الصحية بما يهدد حياتها، إذ مضى 37 يوما على دخولها إضرابا.
ووصل السفير المجالي الأربعاء إلى المملكة، وسط تصاعد حالة من الغضب الشعبي والرسمي، حيال "تجاهل السلطات الاسرائيلية" لمطلب الأردن الافراج عنهما، كونهما موقوفان إداريا منذ أكثر من شهر دون توجيه أية تهم لهما.
وحمّل وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، اسرائيل في تغريدات نشرها على صفحته، مسؤولية عدم الاستجابة لمطالب حكومته، وقال: "نحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة مواطنينا وسنستمر في اتخاذ جميع الاجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية لضمان عودتهما إلى وطنهما سالمين"، وأضاف قائلا: "تعريض حياة مواطنينا اللذين تتدهور حالتهما الصحية للخطر فعل مدان ترفضه المملكة..".
وتزامنت تصريحات الحكومة مع إعلانها "القبض على مواطن إسرائيلي" ليل الثلاثاء تسلل بطريقة غير شرعية إلى أراضي المملكة عبر الحدود في المنطقة الشمالية، مبينة في بيان وصلت CNN نسخة منه، إن التحقيقات جارية معه تمهيدا لإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وطالب نواب في البرلمان الأردني الحكومة الأردنية، باحتجاز الاسرائيلي ومحاكمته أو مبادلته "بالأسيرين الأردنيين لدى الاحتلال"، من بينهم البرلماني خليل عطية وديمة طهبوب، فيما أطلق نشطاء وسم #رجعولنا_ولادنا.
وتم اعتقال اللبدي في 24 أيلول/سبتمبر المنصرم خلال زيارة لأقربائها في الاراضي المحتلة، فيما تم اعتقال مرعي المصاب بمرض السرطان بعدها بأيام، وثبتت المحكمة الاسرائيلية قرار توقيفه 4 أشهر أخرى.
من جانبه، حذر خالد المحاجنة محامي كلا من اللبدي ومرعي، الذي وصل إلى عمّان لشرح حالتيهما لذويهما، من التدهور المتسارع لحالة هبة الصحية واختلال وظائفها الحيوية، حيث تم إخراجها "عنوة من المستشفى في مدينة حيفا" وإعادتها إلى الاعتقال الانفرادي في سجن الجلمة، بحسبه.
وقال المحاجنة في تصريحات لموقع CNN بالعربية الأربعاء، إنه مضى على إضراب هبة اللبدي عن الطعام 37 يوما، مشيرا إلى أنه زارها صباح الثلاثاء ووجدها في "حالة إعياء شديدة ومعنويات سيئة"، مبينا أنها زارها الخميس المنصرم وقد طرأ تحوّل كبير على حالتها الصحية.
وأضاف المحاجنة بالقول: " منعنا من زيارة هبة لأيام وكذلك المسؤولين الأردنيين رغم أنهم يبذلون جهودا كبيرة للضغط باتجاه الافراج عنها وعن مرعي، زرتها الثلاثاء لنصف ساعة وكانت لا تستطيع الكلام وحركتها بطيئة جدا، والأطباء حذروا من حدوث نزيف لها رغم المعاملة السيئة لها في المستشفى حيث كانت مقيدة بالكامل ويتواجد معها 7-8 حراس رجال ".
وبين المحاجنة أن هناك قرارا منتظرا من محكمة الاستئناف بشأن الافراج عن اللبدي، إذ من المتوقع إما تمديد اعتقالها المقرر أصلا إلى 20 شباط/فبراير المقبل، أو الافراج عنها وإعادتها للأردن بضمانات محددة أو رفضه.
وعن حيثيات التحقيق مع كل من اللبدي ومرعي، قال المحاجنة إن "نيابة المخابرات العامة الاسرائيلية"، ادعت بأن اللبدي ومرعي يشكلان خطرا على إسرائيل حتى لو كانا على الاراضي الأردنية، بزعم "اشتباه وجود علاقة بين هبة وحزب الله اللبناني" واشتباه وجود علاقة بين مرعي وحركة حماس".
وأضاف المحاجنة: "المزاعم الاسرائيلية غير منطقية لأن حزب الله يعد تنظيما إرهابيا في الأردن حيث كان بإمكانه ان يعتقل هبة ويحاكمها.. نأمل أن تثمر الجهود الأردنية في الافراج عنهما على وجه السرعة".
ودعت لجنة أهالي الأسرى والمفقودين الأردنيين في إسرائيل الحكومة الأردنية، إلى اتخاذ كل الاجراءات لعدم الافراج عن الاسرائيلي المتسلل، إلا من خلال "صفقة لاستعادة الأسرى الأردنيين لدى الاحتلال"، وعددهم 23 بين محكوم وموقف إداريا، وذلك بحسب بيان صدر عن اللجنة.