هديل غبّون
عمان، الأردن (CNN) -- كشفت الحكومة الأردنية الاثنين، عن إجراء مشاورات فنية خلال العام الماضي مع الجانب الاسرائيلي، الذي سبق الإعلان الختامي عن إنهاء العمل بملحقي اتفاقية وداي عربة، بشأن منطقتي الباقورة والغمر وطلب الجانب الاسرائيلي التمديد له، فيما أكدت أن المعتقل الاسرائيلي لديها سيسمح بإجراء زيارة قنصلية له.
وجاءت توضيحات الحكومة عبر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي مطّول عقد في مقر الوزارة في العاصمة عمان، بعد أن تم نقله من منطقة الباقورة حيث قام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بإجراء زيارة ميدانية لها مساء الأحد.
وأبلغ الأردن الجانب الإسرائيلي رغبته بإنهاء العمل بالملحقين الخاصين قبل عام في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2018، فيما انتهى العمل بهما رسميا الأحد.
وقال الصفدي في المؤتمر إن الأردن استخدم حقه القانوني الذي أقرته اتفاقية السلام الأردنية الاسرائيلية، وأضاف: "اتخذنا قرارا وطنيا يخدم مصالحنا ونفذناه باستخدام الحق القانوني".
وبين وزير الخارجية الأردني أن الاستثناءات التي كانت ممنوحة للإسرائيليين وغير الاسرائيليين من العمالة التي كانت تدخل تلك المنطقتين، قد انتهى العمل بها كليا.
وقال الصفدي: "النظامان الخاصان بكل من الباقورة شمالا والغمر جنوبا، قد منح بعض الاستثناءات الجمركية والضريبية والجنائية للعمالة الاسرائيلية وغير الاسرائيلية التي كانت تستخدم تلك الأراضي".
وأوضح الوزير الأردني أن المملكة ستحترم الملكيات الخاصة الموجودة في منطقة الباقورة والتي تعود لإسرائيليين هناك دون بيان عددها، مشيرا إلى أن عدد العمال الذين كانوا يدخلون المنطقة في السابق وصل إلى نحو 25 عاملا، إلا أنهم في العام الحالي لم يتجاوزوا 4 إسرائيليين، بحسبه.
وأكد الصفدي في هذا الصدد، أن دخول أيا منهم الآن بعد إنهاء العمل بالنظامين، سيتطلب الحصول على تأشيرات من السفارة الأردنية في تل أبيب والدخول عبر المعابر الحدودية الرسمية، لجني المحاصيل الزراعية المزروعة قبل إنهاء العمل بالملحقين.
واستعادت المملكة بموجب اتفاقية السلام العام 1994 في الباقورة 820 دونما، وسمحت للإسرائيليين بالدخول لتلك المنطقة عبر نقطة عسكرية أردنية بموافقة أمنية.
أما فيما يتعلق بمنطقة الغمر، فقد أكد الصفدي أن الاراضي فيها التي تبلغ مساحتها نحو 4235 دونما، مملوكة للخزينة الأردنية، وكان يسمح باستخدامها وفقا لنظامها الخاص مع تطبيق بعض الاستثناءات وقال وزير الخارجية الأردني: ”العمال كانوا يدخلونها صباحا ويغادرونها مساء عبر نقطة عسكرية ضمن تصاريح الان انتهى ذلك و سنسمح للعمال فيها بحصاد محاصيلهم أيضا بعد حصولهم على تأشيرات، متوقعا أن تستغرق هذه العملية من شهرين إلى 4 أشهر فقط .
وبين الصفدي في حديثه أن المملكة أبدت رغبتها خلال المشاورات الفنية التي طلبتها إسرائيل، بشراء الملكيات الخاصية في منطقة الباقورة إلا أنها رفضت ذلك، فيما بين ردا على استفسار لموقع CNN بالعربية، عن العروض التي تقدم بها الجانب الإسرائيلي، أنها تضمنت طلبا لتمديد العمل بالملحقين لكن الأردن رفض ذلك.
وقال وزير الخارجية الأردني ردا على سؤال موقعنا: "أبلغناهم أننا لسنا بحاجة للتمديد، الملحقان الان جزء من الماضي ونحن اليوم أمام واقع جديد".
ولم يؤكد أو ينفي الوزير الأردني، ما نشرته جهات إسرائيلية عن رفض الأردن طلبا لتل أبيب إقامة احتفال في منطقة وادي عربة بمناسبة مرور 25 عاما على إبرام الاتفاقية، وعلق قائلا: "نحن ملتزمون باتفاقية السلام... قلنا مرارا وتكرارا أن السلام لابد أن يكون شاملا وعادلا قائما على حل الدولتين ويلبي حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا قرارات الشرعية الدولية".
وعن مصادر المياه في المنطقتين وفقا للنظامين الخاصين وخشية عدم التزام اسرائيل بتزويد الأردن بالحصة المتفق عليها، قال الصفدي إن هناك التزام بملحق في اتفاقية السلام، أن توفر بموجبه اسرائيل بموجبه 35 مليون متر مكعب من المياه للأردن وكمية إضافية للتخزين، فيما نوه إلى أن استمرار احترام الاتفاقيات فيما يتعلق بالمياه هو التزام قانوني وعلى الطرفان أن يلتزما به".
وعن المعتقل الاسرائيلي الذي تسلل إلى الاراضي الأردنية أواخر تشرين أول/أكتوبر المنصرم، وتم تحويله للسلطات القضائية الأردنية، أكد الصفدي أن الجانب الاسرائيلي طلب إجراء زيارة قنصلية له وهو ما ستسمح به المملكة وفقا للقانون.
وأكد أن السفير الاردني في تل أبيب سيعود إلى هناك خلال يومين بعد استدعائه للتشاور على خلفية قضية المعتقلين الأردنيين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي بعد أن تم الإفراج عنهما الأربعاء من الاسبوع الماضي.