أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) - وجه قادة الحزب الديمقراطي مادتي اتهام ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونجرس، ليصبح ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه محاكمة برلمانية من أجل إقالته.
وكشف الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، الذين قادوا التحقيقات ضد ترامب، رسميًا عن مادتي المساءلة في مؤتمر صحفي عُقد الثلاثاء، وهو إعلان يشكل ذروة تحقيق مُكثف حول تعاملات ترامب مع أوكرانيا.
ويتهم الديمقراطيون ترامب بإساءة استغلال منصبه في الضغط على أوكرانيا للتحقيق مع خصومه السياسيين قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في 2020 عبر تعليق 400 مليون دولار كمساعدات أمنية أمريكية إلى كييف.
ويقول الديمقراطيون إن ترامب أعاق التحقيق في سوء سلوكه عبر فرض حصار شامل على مذكرات الاستدعاء ورفض السماح لكبار المسؤولين الرئيسيين بالإدلاء بشهاداتهم أمام الكونغرس.
ويمهد إعلان مادتي الاتهام الطريق لإجراء تصويت درامي في مجلس النواب الأسبوع المقبل، بعد مناقشات اللجنة القضائية لمجلس النواب والموافقة على الاتهامات الخميس.
ويأتي ذلك بعد تحقيق دام شهرين أثارته شكوى من جانب طارق جرس مجهول قال إن ترامب طلب مساعدة انتخابية من أوكرانيا في مكالمة هاتفية في 25 يوليو/تموز مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وحسب الشهود الـ 17 الذين أدلوا بشهاداتهم أثناء التحقيق في القضية بمجلس النواب، أن ترامب بذل جهدًا كبيرًا، حيث أمر الرئيس محاميه الشخصي رودي جولياني بدفع أوكرانيا للتحقيق مع نائب الرئيس السابق جو بايدن.
وعقب التحقيق الذي أجرته لجنة الاستخبارات في الكونغرس، التي تضمنت جلسات استماع علنية مع 12 شاهدًا، عقدت اللجنة القضائية بمجلس النواب جلستين عرضت فيهما قضية المساءلة والأدلة ضد الرئيس.
ومن المرجح أن ينقسم تصويت مساءلة ترامب إلى حد كبير على أسس حزبية، مع هامش من الانشقاقات المحتملة في صفوف الديمقراطيين.
ويبدو أنه من غير المحتمل أن يصوت أي جمهوري لإقالة الرئيس بعد إجراء تحقيق استنكره الجمهوريون في الكونغرس باعتباره غير عادل ومنحاز ضد الرئيس.
وكان الديمقراطيون قد ناقشوا إضافة مادة ثالثة لقائمة الاتهامات بشأن عرقلة العدالة، إلا أن نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب وكبار مساعديها، قرروا في نهاية المطاف قصر الاتهامات بشكل ضيق على ضغوط الرئيس على أوكرانيا.
وقال جيري نادلر، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب، الاثنين: "الرئيس ترامب انتهك يمينه للشعب الأمريكي. لقد وضع مصالحه الخاصة أمام أمننا القومي ونزاهة انتخاباتنا... من الواضح أن هذا السلوك غير ممكن. هذه اللجنة ستمضي وفقًا لذلك".