دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار إعلان هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، وقف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد والاكتفاء برفع الأذان (باستثناء الحرمين)، نقاشا حول تفسير آيتين استند عليها هذا القرار الذي جاء ضمن الإجراءات التي تتخذها المملكة لمواجهة فيروس كورونا الجديد أو ما بات يُعرف باسم "كوفيد-19".
كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ذكرت في بيانها، الثلاثاء: "استعرضت هيئة كبار العلماء النصوص الشرعية الدالة على وجوب حفظ النفس من ذلك قول الله عز وجل : ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة ) البقرة : 195 ، وقوله سبحانه : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) النساء : 29 .وهاتان الآيتان تدلان على وجوب تجنب الأسباب المفضية إلى هلاك النفس.."
وأضافت الهيئة: "دلت الأحاديث النبوية على وجوب الاحتراز في حال انتشار الوباء كقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يُورِد ممرض على مصح ) متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( فر من المجذوم كما تفر من الأسد ) أخرجه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها ) متفق عليه.. وقد تقرر في قواعد الشريعة الغراء أنه: ’لا ضرر ولا ضرار‘ ومن القواعد المتفرعة عنها : " أن الضرر يدفع قدر الإمكان".
من أعجب الاستدلالات ما ورد في فتوى علماء السعودية لإغلاق المساجد بآية ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ مع أن الآية وردت في الإنفاق في سبيل الله ﴿وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ بترك الجهاد والإنفاق فيه! والتهلكة هي عذاب الله بترك فرائضه لا الموت في سبيله! https://t.co/4ykE5nEqC0
أستاذ التفسير والحديث بجامعة الكويت، حاكم المطيري انتقد هذا القرار بسلسلة تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قال فيها: " من أعجب الاستدلالات ما ورد في فتوى علماء السعودية لإغلاق المساجد بآية ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ مع أن الآية وردت في الإنفاق في سبيل الله ﴿وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ بترك الجهاد والإنفاق فيه! والتهلكة هي عذاب الله بترك فرائضه لا الموت في سبيله!"
الاستدلال بقاعدة (حفظ النفس) لإغلاق المساجد خشية المرض في فتوى علماء السعودية استدلال باطل! فقاعدة حفظ النفس من الضروريات الخمس والمراد حفظها من القتل والتلف ولهذا حرم العدوان عليها وشرع القصاص لحفظها وليس من ذلك ترك الفرائض خشية المرض الذي نسبة خطورة الوفاة منه كالفلونزا ١٪
وتابع قائلا: " على فرض صحة الاستدلال بالآية وأن فيها نهيا عن أن يلقي الإنسان نفسه في الهلاك وأن الهلاك هو الموت - وليس عذاب الله بترك فرائضه - فالمراد منه الموت المتحقق لا الوهمي فليس كل من ذهب للصلاة في المساجد سيمرض ولا كل من مرض سيموت وتكاد تكون احتمالية وقوع ذلك شبه معدومة في السعودية نفسها.. الاستدلال بقاعدة (حفظ النفس) لإغلاق المساجد خشية المرض في فتوى علماء السعودية استدلال باطل! فقاعدة حفظ النفس من الضروريات الخمس والمراد حفظها من القتل والتلف ولهذا حرم العدوان عليها وشرع القصاص لحفظها وليس من ذلك ترك الفرائض خشية المرض الذي نسبة خطورة الوفاة منه كالفلونزا 1%".
فيديو | أمين عام رابطة العالم الإسلامي د. محمد العيسى: التساهل أمام قرار إغلاق المساجد من الكبائر #الإخبارية https://t.co/hCLQ2fW92F
محمد العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، علق بـ"التساهل أمام قرار إغلاق المساجد من الكبائر" حول هذا القرار في مقابلة نشرتها قناة الإخبارية السعودية الرسمية، حيث قال: "قرار هيئة كبار العلماء بخصوص جائحة كورونا.. هذا القرار استند على نصوص وقواعد شرعية واضحة، القرار مؤسس ومؤصل شرعا، كشف القرار سماحة ديننا الحنيف وسعة الأفق العلمي لهيئة كبار العلماء في فهم مقاصد الشريعة السمحة.."
وتابع قائلا: "الناس بفضل الله سيؤدون فريضة الصلاة في بيوتهم وهي صلاة صحيحة تامة ولهم بإذن الله فيها أجر الجماعة في المسجد لكونهم معذورين شرعا، نقول هذا لأن الله عليم خبير وذو فضل عظيم ولطيف بعباده ورحمن رحيم جل وعلا.."
( جزى الله عنّا هيئة كبار العلماء خيرا ، فالقرار مؤصل شرعاً - نقلا وعقلا - وشرع الله أكبر من أن يعرّض الناس للتهلكة ، وجزى الله ولاة الأمر خير الجزاء على مايقومون به من جهد مبارك لصالح البلاد والعباد ، ونسأل الله أن يرفع الضرّ ويكشف البلوى ) #صالح_المغامسي
من جهته علق صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، على هذا القرار بتغريدة قال فيها: " ( جزى الله عنّا هيئة كبار العلماء خيرا ، فالقرار مؤصل شرعاً - نقلا وعقلا - وشرع الله أكبر من أن يعرّض الناس للتهلكة ، وجزى الله ولاة الأمر خير الجزاء على ما يقومون به من جهد مبارك لصالح البلاد والعباد ، ونسأل الله أن يرفع الضرّ ويكشف البلوى)".