دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن الأبواب لا تزال مفتوحة أمام قطر لللاندماج مع دول الخليج، على خلفية الأزمة الخليجية المستمرة منذ سنوات، لكنه أكد ضرورة أن يقوم القطريون بـ"التحليل الذاتي" ومراجعة مواقفهم التي تسببت في الأزمة الدول العربية الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).
وقال قرقاش في ندوة معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، والتي تحدث فيها عبر الإنترنت عن سياسات بلاده الخارجية في عدد من الملفات الإقليمية، إن الإمارات تدعم خطوات المملكة في الوصول إلى حل للأزمة الخليجية، لكنه أكد أن الحل في أيدي القطريين أنفسهم، لافتًا إلى أن الإمارات إلى جانب حلفائها مثل السعودية ومصر والبحرين، منخرطون أيضًا في النزاع مع قطر، التي تتهمها تلك الدول بدعم التطرف.
وفيما يتعلق بتركيا، قال قرقاش، إن "الإمارات لا تزال شريكًا تجاريًا رئيسيًا مع تركيا"، مشيرًا إلى أن سياسات أنقرة في المنطقة العربية "ليست مستدامة".
وفيما يخص الملف النووي الإيراني، قال قرقاش إنه من غير الواقعي العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووي"، لكنه أضاف أن "من مصلحة الجميع تخفيف التوترات".
وأكد قرقاش في كلمته في الندوة، أن الجهود الدبلوماسية فشلت في تخفيف التوتر بين إيران والولايات المتحدة، على خلفية تخصيب طهران لليورانيوم فوق الحدود المسموح بها، حسبما ينص الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن سياسة الضغط الأمريكية على طهران أثرت على منطقة الخليج، مستشهدًا باستيلاء طهران على ناقلات النفط الأجنبية في الخليج العام الماضي.
وأوضح ووزير الدولة الإماراتي، أن الإمارات والسعودية لم يشاركا في المفاوضات المتعلقة بين طرفي الأزمة، معتبرًا أن ذلك "يؤذي العملية بدلاً من دعمها"، مشيرًا إلى أن دول منطقة الخليج "لا تعتقد أن خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، كانت صيغة فعالة"، لافتًا إلى أن "إيران فهمت اتفاق عام 2015 على أنه تفويض مطلق لتلعب دور القوة الإقليمية"، بحسب وصفه.
وتابع أنور قرقاشن "ما أعرفه بوضوح شديد هو أنه هذه المرة، يجب أن تكون دول مثل بلادنا، ودول مثل المملكة العربية السعودية جزءًا من هذه العملية. إذا كنا نتحدث حقًا عن حل مسألة علاقة إيران بالمنطقة والعلاقة مع الولايات المتحدة والعالم، أعتقد أنه يجب أن يكون لدينا شيء أكثر شمولاً".
وتحدث وزير الدولة للشؤون الخارجية بإسهاب عن علاقة الإمارات بالقوى الكبرى بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وروسيا والهند والصين، مؤكدًا أن الإمارات لديها علاقات جيدة مع الجميع، حيث أشاد بالعلاقات مع الهند التي أصبحت أقوى خلال فترة ناريندرا مودي، والشراكة الاقتصادية مع الصين والتأثير المتزايد لروسيا في الشرق الأوسط، لكنه خص الولايات المتحدة بالثناء على علاقة بلاده معها على وجه الخصوص.
وأضاف قرقاش، أن "الولايات المتحدة هي أهم شراكة استراتيجية لنا، وأحيانًا عندما يفكر الناس في علاقتنا بالولايات المتحدة، فإنهم ينظرون فقط إلى الزاوية السياسية / العسكرية. لكن هذه العلاقة هي حقا أوسع بكثير"، "تكنولوجيا المعلومات، في مجال الأعمال، الاستثمار".