هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، رئيسة تحرير "اندبندنت الفارسية"، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
يحيي الإيرانيون الإثنين الذكرى السنوية الـ 40 لوفاة شاه إيران محمد رضا بهلوي.
في السنوات القليلة الماضية، كانت وفاته وإرثه أحد أكثر المواضيع إثارة للعديد من الإيرانيين وخاصة الشباب.
عندما غادر الشاه إيران في 1979، كان عدد سكان البلد حوالي 30 مليون نسمة، واليوم، يقدر عدد السكان في إيران بحوالي 85 مليون –حوالي ثلاثة أضعاف السكان في 1979- لكن شعبية الشاه بين الجيل الجديد لا تصدق.
في جميع الاضطرابات والمظاهرات التي شهدتها إيران في السنوات الأخيرة، لم يكن هناك مقطع على وسائل التواصل الاجتماعي يخلو من تمجيد الشاه الراحل والثناء عليه.
إن ذكرى إيران المسالمة والسعيدة والغنية في سبعينيات القرن العشرين هي أكبر مشاعر الحنين إلى الماضي المنتشرة بين الإيرانيين.
عندما يقارن الإيرانيون بين النظامين، فإنهم يجدون أن الطريقة التي كان الشاه يحكم بها قبل وصول رجال الدين إلى السلطة بعد الثورة كانت تختلف اختلافا كبيرا مع نظام الحكم الحالي.
لقد ساعدت الإنترنت ووجود الشبكات الفارسية خارج إيران الجيل الجديد على الحصول على صورة ومعلومات أفضل عن عهد الشاه ليحكموا بأنفسهم بدلاً من تصديق ما يكتبه أنصار الثورة الإسلامية.
الطريقة التي كان الشاه الراحل يتعامل بها مع دول الجوار والمجتمع الدولي، والتي منحت الأمة الإيرانية الاحترام والمكانة القيمة، هي في صميم خيبة الأمل التي يشعر بها الناس حيال النظام الحالي.
قوميته وشغفه بجعل إيران دولة صناعية نجح كثيرا مقارنة بالظروف الحالية التي تمر بها إيران. وكذلك فإن النظام الشيعي الحاكم الذي فرض إيديولوجيته على كل الإيرانيين، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية المدمرة وأسلوب المواجهة مع العالم، كلها عوامل ساعدت في إثارة خيبات أمل الإيرانيين.
تصاعدت انتهاكات إيران لسجل حقوق الإنسان مؤخرا، كما زاد عدد القتلى في المواجهات مع قوات الأمن والقوات المسلحة. عدد الأشخاص الذين سجنوا أو أعدموا لا يزال كبيرا وغير معروف، ووضعت تقارير الأمم المتحدة عن انتهاكات حقوق الإنسان إيران بعد الصين في سجلات انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
في أقل من 40 عامًا بعد الثورة، أصبح الإيرانيون الذين كانوا يتمتعون بمستويات عالية من المعيشة، يعانون من تدهور اقتصادهم وأصبحوا من بين أكثر الناس معاناة في المنطقة. مع كل العقوبات الأمريكية والفقر وأزمة العملة والحرب المحتملة أو المواجهة بين إيران أو إسرائيل أو الولايات المتحدة، لا يوجد يوم سلمي يمكن للإيرانيين فيه إدارة روتين حياتهم اليومي.
دولة ذات موارد كبيرة من الثروة وصلت إلى درجة يقوم فيه عدد من اللصوص في طهران بمهاجمة النساء من أجل سرقة مجوهراتهن أو للاستيلاء على حقائبهن. كما انتشرت ظاهرة سرقة الهاتف المحمول من يدي المارة بتهديد السكين، وخطف سيارات الأجرة وإجبار السائقين على التخلي عن سياراتهم للصوص.
لقد أدت زيادة الفقر إلى زيادة معدلات الجرائم، لكن الأشخاص المرتبطين بالنظام يتمتعون برفاهية العيش.
اليوم، لم يعد الناس يعتقدون أن شاه إيران الراحل نهب الأمة كما اعتادت الجمهورية الإسلامية على اتهامه والتلاعب بالناس في وقت مبكر من الثورة.
تعد برامج تلفزيون الواقع والبرامج الوثائقية التي يتم بثها عن الشاه الراحل وإرثه في القنوات الفضائية الفارسية الرائجة مثل ManoTO TV أو Iran International أكثر البرامج مشاهدة في جميع الأوقات.
بعد أربعين سنة من وفاته في القاهرة، أصبح اسمه وإرثه متداولا أكثر من أي وقت مضى ويشيد به الكثير من الإيرانيين.
وسائل الإعلام الاجتماعية مليئة بالمقالات والصور التي ساهمت في إحياء ذكرى الشاه الراحل، ويجد الناس فجوة كبيرة بين أداء نظام الشاه قبل الثورة وبين أداء النظام الحالي.