عمان، الأردن (CNN)-- قالت تريسي شمعون، سفيرة لبنان لدى الأردن التي أعلنت استقالتها على الهواء مباشرة، الخميس، من بيروت، إن "لبنان الذي يعرفه الجميع قد انتهى"، مضيفة في تصريحاتها لـCNN بالعربية، أن "هناك حاجة إلى وقت طويل لإعادة إعماره مجددًا".
وأكدت السفيرة اللبنانية، أن استقالتها من منصبها جاءت لأنها "لم تعد تحتمل كل هذ الإهمال، مشيرة إلى أنها "ستنخرط في خدمة بلدها والمطالبة بالتغيير السياسي والدستوري"، بعد الانتهاء رسميا من إجراءات الاستقالة من موقعها كسفيرة.
تصريحات شمعون لـCNN بالعربية، الجمعة، جاءت بعد يوم واحد من إعلان استقالتها، عبر برنامج "صار الوقت" على فضائية mtv، في بيروت، بعد أن غادرت العاصمة الأردنية عمان، برفقة بعثة المستشفى الميداني العسكري الأردني، للمساعدة في علاج مصابي الانفجار.
وأوضحت السفيرة اللبنانية، وهي ابنة الزعيم السابق لحزب الوطنيين الأحرار داني شمعون وحفيدة الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون، أن "شعورها بالألم وبالحزن على بلدها، دفعا بها إلى الاستقالة الفورية"، مؤكدة "لم أعد أحتمل أن أمثّل دولة فيها كل هذا الإهمال.. ودولة تسمح بوقوع كارثة ومجزرة كهذه.. عانيت الكثير خلال عملي كسفيرة، ولم أعد أحتمل"، "اللبنانيون هلكوا من الوضع الاقتصادي والسياسي والفساد والوضع المعيشي والوضع البيئي وانتشار الزبالة وكورونا”.
واعتبرت تريسي شمعون، في تصريحاتها لـCNN بالعربية، أنه "لم يعد هناك كرامة للبناني في وطنه.. ولم أعد أحتمل أن أعمل ضمن هذه المنظومة”.
ونوهت شمعون، إلى أنها ستعود إلى الأردن قريبا لتقديم استقالتها رسميا، واستكمال الإجراءات اللازمة، فيما اعتبرت أن عودتها للعمل مع الشعب اللبناني “شرف لها” لإعادة بناء لبنان من جديد.
وبشأن التحقيق المرتقب في أسباب الانفجار الذي هز العاصمة بيروت وخلّف دمارا شاملا وآلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، طالبت شمعون بتحقيق "مدني محايد"، يشارك فيه القضاء والمجتمع المدني والأجهزة الأمنية وأفراد من الحكومة، وبتمثيل يشمل الجميع، مضيفة بالتأكيد على أن "المشكلة اليوم تتعلق بانعدام الثقة بالدولة، لا توجد ثقة في كل هذه المؤسسات وبكل من كان في موقع المسؤولية، وهذا ينطبق على الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي حيث يسود الكذب والاستغلال لدى المسؤولين"، على حد وصفها.
وعن موقفها إزاء فتح تحقق دولي في الحادث، قالت، "لا أؤيد تحقيقا دوليا، بل تحقيقا مدنيا داخليا وليس عسكريا يمثل جميع الأطراف".
وعن مستقبل لبنان بعد حادث الانفجار، قالت شمعون، "الوضع الاقتصادي الحالي صعب جدا.. وأقول بالنسبة لي يمكن أن أرى لبنان بطريقتين اليوم، يمكن أن نرى كل السلبيات ويمكن لنا أن نتعلم من الأخطاء والكارثة التي حدثت، وأن يذهب الساسة للأخير بتحرير لبنان من الطبقة الفاسدة.. وهنا أقول هذه المجزرة تذكر بضرورة التحرك لتحرير لبنان. نعم من المجموعة الفاسدة".
ودعت الدبلوماسية اللبنانية في تصريحاتها لـCNN بالعربية، إلى ضرورة "إجراء انتخابات جديدة وفقا لقانون انتخاب جديد، لا يحمي الأحزاب السياسية بل يفتح مجالا للمستقلين"، وأضافت، "هذه مسألة ضرورية بتكوين قانون انتخاب لا يقوم على أساس حماية الأحزاب، هذه الأحزاب التي نالت الأكثرية في مجلس النواب ولم تغير شيئا، بل يقوم على أساس فتح المجال أمام المستقلين لخوض المعركة الانتخابية وتوسيع النظام النسبي على مستوى الدوائر الانتخابية والمحافظات، لأن نظام اللائحة النسبي تم تضييق الصوت فيه".
وعبرّت شمعون التي عينت سفيرة لدى الأردن في يوليو تموز 2017، عن رفضها تحميل أي طرف في البلاد مسؤولية الانفجار، قائلة إن الجميع عليه تحمّل المسؤولية، لكنها خصّت "من كان في الحكم، وصنع القرار تحديدا".
وأشارت السفيرة المستقيلة التي اغتيل والدها في 1990 في حادث اتهم فيه حزب الكتائب اللبنانية، إلى أن "هناك حاجة ملحة إلى إحداث تغيير شامل في البلاد سياسيًا"، مضيفة "المرحلة صعبة جدا ونحن بحاجة إلى لبنان جديد وبتعديلات دستورية جديدة تمنع حدوث فراغ في الدولة والسلطة.. وهذا ما سنطالب به في المرحلة القادمة وأطالب به شخصيا”.