"مزقتها تركيا قبل 100 عام".. ما قصة معاهدة سيفر؟ ولماذا تذكرها أردوغان الآن؟

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
قال أردوغان "مزقتها تركيا قبل 100 عام".. ما قصة معاهدة سيفر؟
Credit: Mark Schiefelbein - Pool/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده "لن تُطأطىء الرأس للعربدة في جرفها القاري بشرق المتوسط"، في غضون التوتر المتصاعد في المنطقة مع اليونان.

وتعهد أردوغان، في تصريحات صحفية له السبت، بأنه "مثلما مزّقنا معاهدة سيفر الهادفة إلى تقسيم وطننا قبل قرن سوف نحمي الوطن الأزرق اليوم بالحزم نفسه".

وفي وقت سابق من أغسطس آب الجاري، وقعت مصر واليونان على اتفاق ترسيم الحدود في البحر المتوسط.

وجاء الاتفاق بعد توقيع تركيا وحكومة الوفاق مذكرتي تفاهم، إحداهما تسمى الصلاحيات البحرية، في نوفمبر تشرين الماضي. وبموجبها تسعى أنقرة للتوسع في أعمال التنقيب البحرية، وهو ما ترفضه القاهرة وأثينا.

في حديثه عن التوتر بشرق المتوسط في الآونة الأخيرة، استدعى أردوغان معاهدة سيفر، تزامنا مع ذكرى مرور 100 عام على توقيعها (10 أغسطس آب 1920).

وقعت الدولة العثمانية على معاهدة سيفر عقب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى. وبموجبها جرى تقسيم أراضيها، فتخلت عن الأراضي غير التركية الخاضة لسيطرتها، وتنازلت عن مساحات أخرى داخلها.

إلى جانب خسائرها الهائلة، مُنعت الإمبراطورية العثمانية من الاحتفاظ بجيش يزيد عن 50,700 رجل، بينما كانت قواتها البحرية مقيدة بشكل كبير ومُنعت من تشكيل قوة جوية.

وتبعًا لها، قُسمت الإمبراطورية بين قوات الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وإيطاليا)، عدو العثمانيين (أعضاء المحور مع ألمانيا والنمسا وبلغاريا). وحينها، تم الاعتراف بأرمينيا كدولة منفصلة أيضًا. وسيطرت اليونان على منطقة سميرنا، ذات العدد الكبير من اليونانيين.

وماليًا، كانت الإمبراطورية العثمانية مُقيدة بشروط قوتها الاقتصادية الجديدة. وكان الحلفاء يسيطرون على البنك العثماني والواردات والصادرات والنظام الضريبي والميزانية الوطنية.

ووفق المعاهدة، سُمح للأوروبيين بتشكيل حدود الدول القومية المستقلة حاليًا، فمعظم الحدود في الشرق الأوسط تشكلت بسبب الأحداث المحيطة بهذه الفترة التاريخية المهمة في نهاية الحرب العالمية الأولى.

مثَل الدولة العثمانية في التوقيع على معاهدة سيفر 4 أشخاص، هم: رضا توفيق (شاعر)، دامات فريت باشا (الصدر الأعظم)، باغداتلي هادي باشا (وزير التربية والتعليم)، ورشاد حليس (سفير الدولة العثمانية في سويسرا).

ونتيجة لمشاركتهم في التوقيع على المعاهدة، جُرد الأربعة من جنسيتهم من قبل الجمعية الوطنية الكبرى التي تأسست تحت قيادة مصطفى كمال.

وبعد حرب الاستقلال التركية (1919-1923) تم إدراجهم في قائمة تضم 150 شخصًا يعتبرون أشخاصًا غير مرغوب فيهم، وتم طردهم من قبل الجمهورية التركية المنشأة حديثًا. وتم تصميم هذه القائمة - المعروفة باسم Yüzellilikler، أي الـ150 باللغة التركية - للقضاء على آخر بقايا النخبة العثمانية الحاكمة من قبل الجمهورية الجديدة.