غزة، الأراضي الفلسطينية (CNN)-- أعلن اللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة، تمديد حظر التجول الشامل في كافة أنحاء القطاع 72 ساعة، وذلك بعد يومين من الإغلاق الكامل الذي تم الإعلان عنه، بعد اكتشاف 4 إصابات محلية بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وأوضح وكيل وزارة الداخلية في حكومة حركة حماس التي تدير قطاع غزة، في مؤتمر صحفي، مساء الأربعاء، أن حظر التجول الجديد، قابل للتمديد.
وأضاف وكيل وزارة الصحة في غزة، يوسف أبو الريش، في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزارة الداخلية، أن "ظهور حالات للإصابة بفيروس كورونا داخل غزة، كان متوقعا في أي وقت"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن الإشارة بوجه الدقة إلى المصدر الذي دخل منه الفيروس للقطاع".
وتابع المسؤول الصحي الفلسطيني، أن "واقع الأجهزة الطبية أكثر دراية وخبرة، وأكثر تجهيزا للتعامل مع كورونا"، "واقعنا اليوم أفضل بكثير من اللحظات الأولى لظهور الفيروس"، معتبرًا أن قطاع غزة "يقف على أعتاب مرحلة جديدة بعد تسجيل حالات من داخل غزة"، "سيكون في المستقبل المزيد من الإصابات، ونتابع حلقات التواصل والعدوى".
وأشار أبو الريش إلى أن الإجراءات التي تتخذها السلطات في غزة "تهدف إلى تقليل الفترة التي تزداد فيها حالات الإصابة، وتقليل عدد الإصابات الكلي وعدد الإصابات المسجلة في اليوم الواحد"، متوقعًا بعد ظهور أولى حالات الإصابة بالفيروس، ظهور العشرات وربما المئات من حالات الإصابة بالمرض.
وأوضح يوسف أبو الريش، أن "سيناريو السيطرة على الوباء يتعامل مع عدد إجمالي للإصابات لا تزيد عن ألفي إصابة، وألا يزيد عدد الإصابات في اليوم الواحد عن 280 إصابة"، معلنًا تحديد مستشفى غزة الأوروبي لمعالجة المصابين بالفيروس.
من جانبه أصدر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي تدير قطاع غزة، بيانًا، مساء الأربعاء، قال فيه "إننا في قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في الداخل والخارج نتابع ونضع الخطط للتعامل مع كل التطورات الجارية على صعيد الأوضاع في قطاع غزة"، بحسب تعبيره.
واعتبر هنية في بيانه أن التطورات الأخيرة، والخاصة بانتشار فيروس كورونا في غزة، "وضعت القطاع أمام 3 تحديات كبرى في وقت واحد"، مشيرًا إلى أن "أول هذه التحديات هو الحصار وتداعياته على المواطنين، ومن ثم التحدي الجديد المتمثل بظهور حالات مصابة بفيروس كورونا خارج مراكز الحجر الصحي وما تتطلبه من جهود وإمكانات مكثفة لمحاصرة الوباء والسيطرة عليه، فضلا عن التحدي الثالث من مواجهة الاعتداءات المتكررة للاحتلال والجبهة الساخنة مع العدو، وما يترتب على هذه التحديات من تأثيرات على الأوضاع الإنسانية والمعيشية في القطاع".
وتابع البيان أنه "في ظل هذه الأوضاع والتطورات تجري قيادة الحركة اتصالاتها مع العديد من الأطراف والجهات، وخاصة الإخوة في مصر وقطر والأمم المتحدة وتركيا، من أجل الوقوف إلى جانب أهلنا في القطاع وتعزيز صمودهم في مواجهة هذه التحديات"، بحسب وصفه.
وحمل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في بيانه، إسرائيل، المسؤولية عن الأوضاع في قطاع غزة، مطالبًا بـ"إنهاء الحصار كليا عن غزة، ووقف العدوان، وإدخال جميع المستلزمات الصحية والطبية لمواجهة فيروس كورونا المستجد".
وأوضح إسماعيل هنية أن "الحركة بكل مكوناتها وأماكنها في الداخل والخارج، وبالتعاون مع جميع فصائلنا ومكونات شعبنا وأمتنا تقف إلى جانب أهلنا في القطاع، وتبذل كل الجهود لتخطي هذه الأوضاع الراهنة"، حسبما ورد في البيان.
كانت السلطات في قطاع غزة، فرضت، إغلاقًا كاملًا لمدة 48 ساعة، الثلاثاء، وذلك بعد اكتشاف 4 إصابات مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، من نفس العائلة، في مخيم المغازي للاجئين وسط غزة.
وتعد الحالات الأربع، هي أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في القطاع، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
ويأتي الإغلاق في فترة تصاعد التوتر بين غزة وإسرائيل، بعد شهور من الهدوء النسبي، حيث استأنفت الحركات المسلحة في القطاع إطلاق البالونات المتفجرة والحارقة، كما أطلق نشطاء صواريخ في اتجاه جنوب إسرائيل، فيما قصف الجيش الإسرائيلي البنية التحتية لحركة حماس التي تدير القطاع، ومواقعها العسكرية، بنيران الطائرات والدبابات.