دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد وزير الداخلية البحريني، الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، الإثنين، أن اتفاق السلام مع إسرائيل ليس تخليا عن "القضية الفلسطينية" بل إنه يصب في مصلحة البحرين العليا.
وقال وزير الداخلية البحريني: "ان الاتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل يأتي في إطار حماية مصالح مملكة البحرين العليا والتي تعني حماية كيان الدولة، وهذا الامر ليس تخليا عن القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنما هو من أجل تعزيز أمن البحرينيين وثبات اقتصادهم، واذا كانت فلسطين قضيتنا العربية، فان البحرين قضيتنا المصيرية".
وأضاف الشيخ راشد آل خليفة قائلا: "مملكة البحرين منذ بداية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي تقف مع القضية الفلسطينية، ولا زال هذا الموقف لا لبس فيه، ولا يتعارض هذا الاعلان مع موقف البحرين من مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية".
وتابع وزير الداخلية البحريني قائلا: "إنه وبعد مرور (73) عاماً على القضية الفلسطينية فان الخطر قد انتقل الى العديد من الدول العربية والتي تغيرت أوضاعها الأمنية بدرجات متفاوتة دون حاجه إلى تعداد تلك الدول لكونها معروفة بدون شك، كما تضاءلت مع الأسف حظوظ مختلف الحلول التي تم طرحها كمبادرات سلام من اجل حل القضية الفلسطينية الاسرائيلية، وأن التحديات المصيرية اليوم وصلت إلى المنطقة، ولا يمكن ان نتجاهلها او نغض الطرف عنها"، حسب قوله.
وأضاف الشيخ راشد آل خليفة: "النظرة الواقعية للمشهد الإقليمي تجعلنا ندرك أننا نتعامل مع أخطار مستمرة طوال السنوات الماضية، تمكنا ولله الحمد من درء معظمها، وليس من الحكمة أن نرى الخطر وننتظر وصوله الينا إذا كان بالإمكان تفادي ذلك بأي شكل من الأشكال".
وتحدث وزير الداخلية البحريني عن السلوك الإيراني قائلا: "ايران اختارت سلوك فرض الهيمنة بأشكال عدة ، وشكلت خطرا مستمرا للإضرار بأمننا الداخلي، ونحن بلد مصمم على المضي في تعزيز إمكانياته الذاتية، وتبقى استراتيجيتنا القديمة والحديثة أساسها وجود تحالفات قوية في مواجهة الاخطار المحتملة . فنحن ، بعد الله ، نستند على تطوير قدراتنا الوطنية ، وعلى عمقنا الخليجي والعربي وشركائنا الدوليين، وان توافق خطواتنا مع دولة الامارات العربية الشقيقة ليس بالأمر المستغرب وانما يؤكد عمق الروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين".
وعن العلاقة مع أمريكا، قال الشيخ راشد: "الرؤية الاستراتيجية لمستقبل جديد في ظل متغيرات وتحديات جديدة تتوافق مع هذا الموقف السياسي الاستشرافي، ومما لا شك فيه فان التعاون حول هذا المشروع من قبل البحرين قد عزز من عمق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية والتي اتخذت من البحرين مركز لقيادة الاسطول الخامس، وبالتالي فإن ما ذهب اليه البعض من عدم الاتفاق مع ما طرحه الجانب الأمريكي ويتوقع في الوقت ذاته وقوفهم معنا ضد المعتدي، فهو في الأخير طرح غير منطقي، خصوصا انه لا يري في إيران تهديدا على الساحة البحرينية".
وأوضح وزير الداخلية البحريني أن القرار بُني أيضا على شق اقتصادي، وقال عن ذلك: "هناك جانب أخر للموقف العام الحالي وهو الأوضاع الاقتصادية التي يشهدها الجميع وحجم تأثيرها على مملكة البحرين، فضمانة الاستمرارية الاقتصادية في ظل هذه الظروف القاهرة التي انعكست سلباً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، تلقي بمزيد من المسئولية على الدولة في توفير الأمن للناس والحياة الكريمة لهم".
وختم الشيخ راشد آل خليفة قائلا: "ليس من منظورنا الاستراتيجي ولا في إطار إمكانياتنا أن نتبنى مواقف استراتيجية تراهن على الصمود ثم نقوم باتخاذ إجراءات معاكسة لاحقاً، لأننا في وضع جغرافي وأمني واقتصادي يسمح لنا فقط باستشراف الخطر والتعامل معه وإن أي تأخير ستكون عواقبه علينا أكبر من غيرنا"، على حد قوله.
ومن المقرر أن توقع البحرين ممثلة بوزير خارجيتها، عبداللطيف الزياني، على اتفاقية السلام مع إسرائيل، الثلاثاء، في "بلير هاوس" بالعاصمة الأمريكية واشنطن.