عمّان، الأردن (CNN)-- دانت الحكومة الأردنية، السبت، ما قالت إنه استمرار "نشر الرسوم المسيئة" للنبي محمد تحت ذريعة حرية التعبير، فيما أكدت تأييدها لبيان منظمة التعاون الإسلامي الرافض لنشر الرسوم.
وجاءت الإدانة في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأردنية، على لسان المتحدث باسمها ضيف الله الفايز، دون الإشارة صراحة إلى فرنسا، فيما دعا نشطاء عبر مواصل التواصل الاجتماعي في البلاد على مدار اليومين الماضيين، إلى مقاطعة البضائع الفرنسية.
وقال الفايز، في بيانه: "نؤكد على إدانة المملكة الاستمرار في نشر مثل هذه الرسوم واستيائها البالغ من هذه الممارسات التي تمثل إيذاء لمشاعر ما يقرب من ٢ مليار مسلم، وتشكل استهدافا واضحا للرموز والمعتقدات والمقدسات الدينية وخرقا فاضحًا لمبادئ احترام الآخر ومعتقداته".
واعتبر مُتحدث الخارجية الأردنية أن هذه الإساءات "تغذي ثقافة التطرف والعنف التي تدينها المملكة"، مُشددًا على "إدانة الأردن أي محاولات تمييزية تضليلية تسعى لربط الإسلام بالإرهاب، تزييفا لجوهر الدين الإسلامي الحنيف".
ودعا المُتحدث إلى ضرورة تكاتف جميع الجهود لمحاربة ثقافة الكراهية والتمييز ضد الآخر وتكريس ثقافة احترام الآخر، ورفض المجتمع الدولي الإساءة للمقدسات والرموز الدينية.
وشدد الفايز، وفقا للبيان الذي تلقت CNN بالعربية نسخة منه، على خطورة اتكاء أصحاب الفكر الرافض للآخر على مواقف سياسية رسمية.
وقال المسؤول الأردني: "ما يريده المجتمع الدولي اليوم في خضم عديد أخطار تحدق بالإنسانية جمعاء هو مزيد من التعاضد والتكاتف والتلاقي، لا تغذية لأسباب فرقة مذهبية أو دينية أو إثنية".
وأكد الفايز أن الأردن طالما كان نصيرًا لثقافة السلام دوليًا، وتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعايش بين الشعوب، فتبدى ذاك في مبادرات تبناها المجتمع الدولي، مثل مبادرة أسبوع الوئام العالمي، ومبادرة كلمة سواء.
ويأتي ذلك في غضون موجة انتقادات تجاه فرنسا من قبل مؤسسات دينية إسلامية، وسط دعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية، على خلفية تصريحات لمسؤولين فرنسيين، اُعتبرت "مُسيئة" للإسلام.
ويوم الأربعاء الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مراسم تأبين المعلم المقتول في العاصمة باريس، صاموئيل باتي، حيث قال وفقا للترجمة التي نقلتها قناة فرانس 24: "لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض، سنقدم كل الفرص التي يجب على الجمهورية أن تقدمها لشبابها دون تمييز وتهميش، سنواصل أيها المعلم مع كل الأساتذة والمعلمين في فرنسا".