دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الإساءة للنبي محمد "تستهدف جميع المسلمين"، مُضيفا أن "كل إهانة لي شخصيّا تستهدف جميع مواطني الجمهورية التركية".
واعتبر أردوغان، حسب بيان للرئاسة التركية، أن "الهجمات التي نتعرض لها ناجمة عن حبنا للإسلام ولرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والخدمات التي قدمناها لبلدنا وشعبنا".
تصريحات أردوغان جاءت على هامش حديثه خلال مؤتمر حزب العدالة والتنمية الحاكم في ولاية وان.
وقال أردوغان "إن من يدافع عن التصرفات القبيحة بحق نبي أو زعيم دولة تحت غطاء الحرية يلحق أكثر الضرر بمفهوم الديمقراطية".
وتابع الرئيس التركي: "إنه لأمر مؤلم جدا أن يؤدي طريق القيم الأوروبية إلى الدفاع عن الإساءة لرموز المعتقدات والمجتمعات الأخرى".
كان خلافا علنيًا قد نشب بين الرئيس التركي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث دعا أردوغان إلى توقيع اختبار قدرات عقلية للأخير، وهو ما دفع باريس إلى سحب سفيرها في أنقرة.
وجاء الخلاف بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول "أزمة" يعانيها الإسلام، ورسوم صحيفة شارلي إبدو الساخرة للنبي محمد، التي أثارت ردود فعل سلبية واعتراض عدد من حكومات ومؤسسات دينية، عربية وإسلامية حول العالم.
وفي أكتوبر تشرين الجاري، قٌتل معلم فرنسي ذبحًا على يد لاجىء شيشاني (19 عامًا)، على خلفية عرضه رسومًا كاريكاتورية ساخرة للنبي محمد، على تلاميذه.
وفي تأبين للمعلم صموئيل باتي (47 عامًا)، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده لن تتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية، وأن المدرس كان "يجسد الجمهورية".
ويوم السبت، قال الرئيس الفرنسي، في صفحته عبر فيسبوك: "نسبوا إليّ أقوالًا عن الإسلام، ووجهوا اتهامًا باطلًا إلى فرنسا".
وفي تغريدة مماثلة له عبر تويتر، أوضح ماكرون: "خلافاً لكثير مما سمعت وشاهدت على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، فإنّ بلدنا ليس لديه مشكلة مع أي دينٍ كان. وجميع هذه الأديان تمارَس بحرية على أرضه. ليس هناك وصم: فرنسا متمسكة بالسلام وبالعيش معاً".
خلافاً لكثير مما سمعت وشاهدت على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، فإنّ بلدنا ليس لديه مشكلة مع أي دينٍ كان. وجميع هذه الأديان تمارَس بحرية على أرضه. ليس هناك وصم: فرنسا متمسكة بالسلام وبالعيش معاً.
بينما أردوغان أن "تركيا هي أكثر الدول المستهدفة في هذه المرحلة"، مُشيرًا إلى أن "العداء المتصاعد ضد الإسلام في بعض الدول، لا سيما فرنسا، هو دليل على استمرار العقلية المنحرفة التي أودت بأوروبا إلى الكوارث مرات عديدة"، حسب بيان الرئاسة التركية.
وأوضح الرئيس التركي: "إن الذين لم يستطيعوا حتى تحمل وجودنا في الأناضول التي تعتبر الوطن الأخير لنا قبل قرن، يتعاملون اليوم مع المبادرات التي نتخذها في منطقتنا بنفس الطريقة".
وقال أردوغان إن "أولئك الذين يغذّون الكراهية ضد الإسلام والمسلمين والأتراك والأجانب الآخرين بدوافع عنصرية من خلال التعصب الديني، لم يعودوا بحاجة حتى لإخفاء مشاعرهم".