هديل غبّون
عمّان، الأردن (CNN) -- انطلقت صبيحة اليوم الثلاثاء، انتخابات البرلمان الاردني التاسع عشر التي تجرى كل 4 سنوات، بعد مخاض طويل من المناورات السياسية شهدتها البلاد على مدار أشهر، حول احتمالات تغيير موعدها أو تأجيلها، نتيجة تفاقم المنحنى الوبائي لجائحة كورونا خلال الشهرين الأخيرين، والخشية من تجمعات الناخبين.
وبدأ الناخبون والناخبات الذين تبلغ أعدادهم وفقا لجداول الناخبين المعتمدة من الهيئة المستقلة للانتخاب، 4.6 مليون ناخب وناخبة بالتوجه إلى صناديق الاقتراع منذ افتتاحها الساعة السابعة صباحا، لاختيار 130 ممثلا لهم في البرلمان، في سباق انتخابي يخوضه 1674 من المترشحين يتوزعون على 294 قائمة انتخابية، بينهم أيضا 360 مترشحة، ينافسن على 15 مقعدا مخصصة للكوتا النسائية من العدد الإجمال لمقاعد مجلس النواب.
وشهدت عشية الانتخابات، تجمعات انتخابية مناصرة لمرشحين في عدة مناطق تداول نشطاء تسجيلات مرئية لها من بينها مواكب مكتظة لسيارات وتجمهر لمئات الناخبين، فيما أصدر المركز الوطني لحقوق الانسان المؤسسة الحقوقية المعتمدة دوليا، بيانا تحدث فيه عن رصد محاولات شراء أصوات ناخبين.
وتجري الانتخابات وفق قانون الانتخاب لسنة 2016 الذي يعتمد القائمة النسبية المفتوحة على مستوى الدائرة الانتخابية، في تجربة هي الثانية للأردنيين لهذا النظام الانتخابي، فيما لم تشهد هذه الانتخابات خطابات ومهرجانات انتخابية على أرض الواقع بسبب منعها رسميا، واقتصر الحراك الانتخابي على المنصات الرقمية واللوحات الدعائية في الشوارع.
إجرائيا، فرضت الهيئة المستقلة الجهة المشرفة على الانتخابات، سلسلة تعليمات صحّية مشددة لسير عملية الاقتراع، من بينها الزامية ارتداء الكمامات والقفازات عند الدخول لمراكز الاقتراع والفرز، واستخدام قلم خاص لكل ناخب وتحبير إصبع الناخب بالتنقيط بالحبر الخاص، بدلا من غمسه، عدا عن ترك مسافة أمان بين الناخبين، ومضاعفة أعداد مراكز الاقتراع والفرز والصناديق في 23 دائرة انتخابية.
وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور ممدوح العبادي، إن هذه الانتخابات"تجري في ظروف صعبة للغاية وتوقيتها غير مشجع على المشاركة"، متوقعا أن تسجل نسب المشاركة تراجعا ملحوظا عن الانتخابات الماضية.
وأشار العبادي وهو برلماني سابق مخضرم لموقع CNN بالعربية، إن أعداد إصابات كورونا بلغت أرقاما قياسية ومفاجئة للأطباء وللمسؤولين، وأن المدن الكبرى كالعاصمة والزرقاء ستشهد نسب اقتراع متدنية أكثر من كل مرة، فيما ستسجل المحافظات ذات الطابع العشائري نسبا معقولة، وقال"كورونا سينعكس سلبا على نسب الاقتراع حتما، وربما تتناقص بنسب تصل إلى 25% عن المرات السابقة، في بعض الدوائر".
ولم يرجع العبادي مخاوفه من إفراز مجلس بنسب اقتراع متدنية إلى كورونا فقط، بل إلى قانون الانتخاب المعمول به، قائلا" لن يكون هناك قامات سياسية في البرلمان المقبل، ولن يقدم أداء لافتا لو أبقينا على البرلمان السابق لعام آخر، وتم تعديل القانون وتجاوزنا الجائحة لكان أفضل".
وعن تنافس مرشحي حزب جبهة العمل الاسلامي، المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين، مع تيارات حزبية ويسارية مترشحة تنادي بعدم استغلال الدين وتتبنى مفهوم الدولة المدنية، رأى العبادي أن تمثيل الاسلاميين سيراوح مكانه أو أقل قليلا، وأنهم لايزالون تنظيميا الأقوى دون منافس حقيقي، مشيرا إلى أن الحّصة الأكبر هي لمرشح العشيرة بالدرجة الأولى.
وحثّت الحكومة الأردنية الناخبين على ممارسة حقهم الديمقراطي، واعتبرت دائرة الافتاء الاردنية أن من "أعطى سصوته لمن لايستحق فقد خان الله ورسوله وضيّع أمانته".
ونشرت السلطات الأمنية 53 ألف عنصر أمني لحماية الانتخابات، في ظل توقعات مراقبين لنسب الاقتراع بما لايتجاوز 30 % بسبب الجائحة، وأعلنت عزمها مراقبة التجمعات الانتخابية عبر طائرات الدرون