دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن المغرب إطلاقه عملية عسكرية، منذ ليل الخميس – الجمعة، لمواجهة ما وصفه بـ"استفزازات" البوليساريو، وسط اتهامات للجبهة بعرقلة العمل في معبر الكركرات (قرب الحدود مع موريتانيا)، منذ نحو 3 أسابيع.
ويقع معبر الكركرات في المنطقة العازلة جنوب الصحراء الغربية، التي أعلنتها الأمم المتحدة في 1991، بالتوافق بين طرفي النزاع القائم بينهما منذ سبعينيات القرن الماضي.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية المغربية، الجمعة، إن الرباط "قررت التحرك في المنطقة العازلة... بعد أن التزمت بأكبر قدر من ضبط النفس أمام استفزازات ميليشيات البوليساريو، لم يكن من خيار آخر سوى تحمل مسؤولياتها من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري" .
وأشارت الخارجية المغربية إلى أن "البوليساريو"، تسللت إلى المنطقة منذ 21 أكتوبر تشرين الأول، قامت بأعمال عصابات هناك، وبعرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع على هذا المحور الطرقي، وكذا التضييق باستمرار على عمل المراقبين العسكريين للمينورسو (بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء بالصحراء الغربية)".
وقال بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، الجمعة، إن القوات المسلحة الملكية أقامت، ليلة الخميس- الجمعة، حزاما أمنيًا من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات، التي تربط المغرب بموريتانيا.
وشدد البيان على أن هذه العملية التي "ليست لها نوايا عدوانية تتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي".
وأظهرت لقطات مُصورة لعشرات الأشخاص، على ما يبدو أنهم مؤيدون للبوليساريو، خلال تواجدهم قرب معبر الكركرات. ورددوا هتافات تطالب بحقهم في تقرير مصيرهم.
وتعد قضية الصحراء الغربية أحد أعراض العداء القائم بين المغرب والجزائر منذ القرن الماضي، لا سيما منذ حرب الرمال بين البلدين خلال حقبة الستينيات.
وتتهم المغرب الجزائر بدعم جبهة البوليساريو، التي دخلت في نزاع مع المغرب من أجل استقلال الصحراء الغربية، التي أعلنها الملك الراحل محمد الخامس تابعة لسيادة المغرب، بعد "المسيرة الخضراء" المُتجهة للمنطقة بدعم منه، للمطالبة بمغادرة القوات الإسبانية منها.
ولم يحصل المغرب على اعتراف دولي بسيادته على كامل أراضي الصحراء المغربية.
ووجهت وكالة الأنباء المغربية الرسمية انتقادات لاذعة إلى جارتها الجزائر، قائلة إنه "منذ المصادقة في 30 أكتوبر الماضي على قرار مجلس الأمن رقم 2548، وترجيح الواقعية والتوافق من خلال الإقرار بأن المقترح المغربي للحكم الذاتي يشكل الحل الوحيد ذي المصداقية، تقود الجزائر، من خلال ذراعها "البوليساريو"، حرب عصابات ضد المغرب في منطقة الكركرات منزوعة السلاح"، على حد قوله الوكالة.
وذكرت الوكالة المغربية أن "البوليساريو" تتلقى "أوامر من الجزائر العاصمة"، للقيام بأعمال استفزازية "بالغة الخطورة".
وهاجمت الوكالة المغربية نظيرتها الجزائرية، قائلة إنه "بصفتها بوقا مرخصا لـ"شعب" وهمي ما فتئ يصدح بالإنجازات السريالية لـ "الجمهورية" الوهمية المندحرة، تقوم وكالة الأنباء الجزائرية بتجنيد أزلامها لتأجيج الصراع حول المنطقة العازلة، راغبة بذلك في إشعال فتيل حرب بين الأشقاء من شأنها أن تجر المنطقة نحو غياهب الفوضى".
كما هاجمت الوكالة جنوب إفريقيا، بسبب "التحالف الشرير ضد المغرب، التي تستغل موقعها في الرئاسة الحالية للاتحاد الإفريقي من أجل لعب دور رجل الإطفاء المهووس بإشعال الحرائق".
يأتي هذا في وقت قال وزير الخارجية في جبهة البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية من الجزائر، إن الجبهة سترد على العملية العسكرية للجيش المغربي.
وحسب الوكالة، أضاف السالك: "الحرب بدأت. المغرب ألغى وقف إطلاق النار" المُوقع في 1991. وأضاف: "قوات البوليساريو تجد نفسها في حالة دفاع عن النفس، وترد على القوات المغربية".