بريطانيا، لندن (CNN) – في مقاطع فيديو سرية سربت ونسبت لابنة رئيس مجلس وزراء دولة الإمارات، نائب رئيس الدولة حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي حاولت الهروب من البلاد عام 2018، ادعت فيها أنها رهن الاحتجاز في "فيلا تحولت إلى سجن" ودون تقديم خدمات طبية لها، وفقا لوثائقي بثته قناة BBC البريطانية الثلاثاء.
وتعود آخر محاولة للشيخة لطيفة للهروب من البلاد إلى مارس/أذار من عام 2018 على متن يخت قرب سواحل الهند قبل أن تقتادها قوة مداهمة هندية وإماراتية إلى دبي، وفقا لما ذكره شخصان ساعداها في عملية الهروب، والتي فشلت للمرة الثانية، فقد حاولت الشيخة لطيفة في المرة الأولى الهروب من الإمارات عام 2002 عندما كانت مراهقة عن طريق سلطنة عمان، وباءت بالفشل ايضا.
وفي مقطع فيديو حصلت عليه "BBC Panorama" وزُودت CNN به قبل بث وثائقي بعنوان "الأميرة المفقودة" مساء الثلاثاء، ظهرت الشيخة لطيفة وهي تقول: "أنا محتجزة، هذه فيلا تحولت إلى سجن، كل النوافذ مغلقة تماما، لا أستطيع فتح النافذة، أنا بمفردي في حبس انفرادي، ودون الحصول على مساعدة طبية ولا محاكمة أو تهمة أو أي شيء"، حسب قولها.
ولم يتسن لـCNN التأكد بشكل مستقل من مقاطع الفيديو أو من مكان لطيفة في الوقت الراهن، او زمن تسجيل الفيديو، علما بأن CNN تواصلت مع حكومة دبي للتعليق على الموضوع.
وصورت الشيخة لطيفة هذه المقاطع سرا عبر هاتفها أثناء اختبائها في دورة المياه، وفقا لما ذكرته في الفيديو.
ويشير الوثائقي البريطاني إلى أنه بعد حوالي العام على عودة لطيفة إلى دبي، تواصلت صديقتها الفنلندية تينا جاوهياينين، التي ساعدتها على الهروب الفاشل المره الثانية، مع شخص لمساعدة الشيخة لطيفة والتواصل معها بشكل سري.
وتمكنت جاوهياينين من توفير هاتف متحرك للشيخة لطيفة مما مكن الاخيرة ومنذ ذلك الحين من تصوير الكثير من مقاطع الفيديو وإرسالها، وفقا لبيان إعلامي صادر عن BBC، جاء فيه أيضا: "وثقت BBC Panorama بشكل مستقل بعض التفاصيل حول مكان احتجاز لطيفة، حيث كانت محاطة بحوالي 30 شخصا، يعملون بنظام المداورة، داخل وخارج الفيلا، علما ان الموقع يبعد بعض الأمتار عن الشاطئ.. ومن غير المعروف ما إذا كانت لا تزال هناك"، وفقا للبيان.
وتقول الشيخة لطيفة في مقطع آخر من المتوقع أن يُنشر في الوثائقي: "لقد مكثت هنا منذ أكثر من عام، في حبس انفرادي... كل يوم أشعر بالقلق حيال سلامتي وأماني"، حسب قولها.
وتقول صديقتها تينا في الوثائقي إنها قلقة جدا على الشيخة لطيفة: "وجهها شاحب، لم تر ضوء الشمس منذ أشهر، يمكنها أن تتحرك من غرفتها إلى المطبخ والعودة فقط"، حسب قولها.
وكانت قد نشرت حكومة دبي صورا للشيخة لطيفة إلى جانب الرئيسة الإيرلندية السابقة، ماري روبنسون، عام 2019، لتكون هذه الصور أول دليل تقدمه الإمارات على أن الشيخة لطيفة على قيد الحياة منذ ظهورها في مقطع فيديو عبر يوتيوب قالت فيه إنها تعتزم القيام بمحاولة أخرى للهروب من الدولة حينها .
وأتت زيارة روبنسون بناء على طلب من العائلة الحاكمة، وفقا لخطاب أرسلته السفارة الإماراتية في سويسرا لمكتب الإجراءات الخاصة في المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
وتقول وربنسون في الوثائقي الذي بثته BBC: "لقد ضُللت، في البداية من جانب صديقتي الحميمة الأميرة هيا، لأنها ضُللت أيضا..لقد بدأت هيا بالشرح لي بأن لطيفة لديها مشكلة حقيقية تتعلق بثنائي القطب، مثلما كانوا يقولون لي بطريقة كانت مقنعة جدا.. وقالوا: لا نريدها أن تعيش مأساة إضافية... لم أكن أعلم كيف علي أن أصارح شخصا يعاني من ثنائي القطب بمعاناته، ولم أرد في الحقيقة أن أتحدث معها وأن أفاقم معاناتها على مأدبة غداء جميلة"، حسبما قالت في مقطع ضمن البرنامج الوثائقي.
وكانت الأميرة هيا بنت الحسين، الزوجة السابقة للشيخ محمد بن راشد، قد غادرت دولة الإمارات إلى لندن حيث قدمت طلبا أمام محكمة بريطانية للحصول على حضانة طفليها من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خوفا عليهما، إذ تبلغ الابنة 13 عاما والابن 9 سنوات، وفقا لجمعية الصحافة البريطانية (Britain’s Press Association) عام 2019..
العام الماضي، جاء في بيان قاض في أحد المحاكم الأسرية ببريطانيا أن الشيخ محمد بن راشد نفذ حملة "ترهيب وتخويف" على الأميرة هيا بنت الحسين.
وأضاف القاضي أن اثنتين من بنات الشيخ محمد بن راشد تعرضتا لعملية اختطاف في 3 مناسبات.
ووجد القاضي، أندرو مكفارلين، وهو أبرز قضاة المحاكم الأسرية في بريطانيا، أن الشيخة شمسا، وهي الأخت الشقيقة للشيخة لطيفة، كانت قد هربت من عائلتها صيف عام 2000 خلال زيارة إلى بريطانيا، قبل أن يتم اختطافها وإجبارها على العودة بسيارة إلى كامبريدج، ومن ثم إعادتها إلى دبي عبر فرنسا.
ونشرت CNN تقريرا العام الماضي أفاد بأن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اعتبر حكم المحكمة متحيزا لطرف على حساب الآخر.
وقال حاكم دبي في بيان له في ذلك الحين: "تتعلق القضية بشؤون شخصية جدا وخاصة ومرتبطة بأبنائنا، قُدم الاستئناف لحماية مصالح وخير أبنائنا، المخرجات لا تحمي أبنائي من اهتمام الإعلام بنفس القدر الذي يتمتع به الأطفال في القضايا العائلية بالمملكة المتحدة"، حسب قوله.
وتابع الشيخ محمد بن راشد آنذاك قائلا: "كرئيس للحكومة، لم أتمكن من المشاركة في عملية إيجاد الحقائق الخاصة بالمحكمة، وقد أسفر عن ذلك نشر الحقائق التي تروي وجهة نظر واحدة من القصة، أطلب من الإعلام أن يحترم خصوصية أبنائنا وألا يتطفلوا على حياتهم في بريطانيا"، على حد تعبيره.