دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الخميس، أن الولايات المتحدة لها دور قيادي محوري في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، معربا عن ترحيبه برؤية التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن المتجدد بانخراط أمريكا على الساحة الدولية.
وقال الملك عبدالله، في كلمة مسجلة خلال مؤتمر لمركز "بروكينغز" الأمريكي للأبحاث، إن "التحدي الأكثر إلحاحا هو فيروس كورونا، ولكن قد يكون بإمكاننا تجنب المزيد من المأساة وأعداد الوفيات المرتفعة من خلال ضمان التوزيع العادل للقاح في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: "لا يمكننا التخلي عن أحد، والأردن يقوم بدوره في هذا الصدد، فنحن دائما على قدر المسؤولية، حيث شملنا اللاجئين في خطة الاستجابة لفيروس كورونا وخطة توزيع اللقاحات، فأول لاجئ تلقى اللقاح في العالم مجانا، كان في الأردن".
ورأى الملك عبدالله أن "مخاطر الأمس، وإن كانت مختبئة بعيدا عن الأنظار، فإنها لا تزال تهدد عالمنا اليوم". وقال إن "تكريس اهتمامنا ومواردنا لمكافحة الوباء، جاء على حساب تركيزنا على محاربة الإرهاب والتطرف". وحذر الملك عبدالله من أن "غياب المساواة والأزمات المتزايدة التي تلوح في الأفق بسبب الجائحة ستغذي عمليات التجنيد التي تنفذها العصابات من أمثال داعش وبوكو حرام والشباب والقاعدة".
وحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد الملك عبدالله أن "الاحتلال والسلام، بكل بساطة، نقيضان لا يجتمعان". وقال: "لا بديل عن حل الدولتين، والخطوات الأحادية المستمرة ستقتل فرص السلام"، مضيفا: "علينا إعادة إحياء الأمل في فرص نجاح السلام، كما علينا أن نمكن شبابنا من الاقتراب من مستقبل لطالما بدا لهم بعيد المنال".
وأشار الملك عبدالله إلى أن الأردن يحتفل هذا العام بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة. وقال: "خلال المائة عام الماضية، تعلمنا كيفية التعامل مع العديد من الأزمات الإقليمية والدولية، واكتسبنا صمودا وثقة، يحثان خطانا اليوم نحو الأمام".
وأضاف: "لكننا تعلمنا أيضا أن استمرار غياب العدالة في منطقتنا سيقوض تقدمنا جميعا، فالازدهار في الشرق الأوسط لا يمكن أن يؤتي أكُله دون السلام، علاوة على المكاسب الإيجابية التي سيحققها ذلك للعالم بأسره".
وتابع العاهل الأردني بالقول: "حان وقت العمل على حل النزاعات بدلا من إدارتها، والتركيز على الهدف النهائي، بدلا من فقدان البوصلة في حيثيات العملية. نحن مدينون بهذا لعالمنا، فلنتعلم من أخطاء الماضي، ولنسلك الطريق الأسمى، طريق السلام".