دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – وجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني كلمة لشعبه، الأربعاء، أكد فيها أن أخاه، الأمير حمزة بن الحسين، مع عائلته في قصره وتحت رعايته (الملك)، واصفا الأحداث الأخيرة بأنها "الأكثر إيلاما له"، وذلك في بيان مكتوب نشره الديوان الملكي الأردني.
وقال الملك عبدالله في البيان: "لم يكن تحدي الأيام الماضية هو الأصعب أو الأخطر على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاما، ذلك أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه، ولا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز".
وتأتي هذه التصريحات من العاهل الأردني، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها الأردن، إذ اعتُقل رئيس الديوان الملكي السابق، باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد، ومُنع الأمير حمزة من مغادرة منزله وحُظر عليه التواصل مع غير عائلته وقُطعت عنه وسائل الاتصال حسبما قال في مقطع فيديو أرسله السبت الماضي إلى وسائل إعلام عدة.
وأضاف العاهل الأردني في بيانه: " لكنّ لا فرق بين مسؤوليتي إزاء أسرتي الصغيرة وأسرتي الكبيرة، فقد نذرني الحسين، طيب الله ثراه، يوم ولدت لخدمتكم، ونذرت نفسي لكم، وأكرس حياتي لنكمل معا مسيرة البناء والإنجاز في وطن العز والسؤدد والمحبة والتآخي"، وتابع: "مسؤوليتي الأولى هي خدمة الأردن وحماية أهله ودستوره وقوانينه، ولا شيء ولا أحد يتقدم على أمن الأردن واستقراره، وكان لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأدية هذه الأمانة"، وفقا لنص البيان.
وأكد الملك عبدالله أنه اختار التعامل مع القضية وفقا لإطار "الإرث الهاشمي والقيم الأردنية"، مستلهما مبدأ التعاطي مع التحدي من الآية القرآنية: "وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ"، لافتا إلى أنه قرر التعامل مع الأمير حمزة ضمن نطاق الأسرة الهاشمية وأوكل الأمير الحسن بن طلال بالتعامل مع هذه القضية.
وجاء في البيان الملكي الأردني: "قررت التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية، وأوكلت هذا المسار إلى عمي صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال. والتزم الأمير حمزة أمام الأسرة أن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصا لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى"، حسب قوله.
وأضاف العاهل الأردني قائلا: "حمزة اليوم مع عائلته في قصره برعايتي"، مشيرا إلى أن الجوانب الأخرى للقضية تبقى قيد التحقيق، وأضاف الملك عبدالله الثاني: "وفقا للقانون، إلى حين استكماله، ليتم التعامل مع نتائجه، في سياق مؤسسات دولتنا الراسخة، وبما يضمن العدل والشفافية"، على حد تعبيره.
وتابع العاهل الأردني في البيان نفسه قائلا: "والخطوات القادمة، ستكون محكومة بالمعيار الذي يحكم كل قرارتنا: مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا الوفي"، حسب قوله.
وأضاف الملك عبدالله الثاني قائلا: "يواجه وطننا تحديات اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا، وندرك ثقل الصعوبات التي يواجهها مواطنونا، ونواجه هذه التحديات وغيرها، كما فعلنا دائما، متّحدين، يدا واحدة في الأسرة الأردنية الكبيرة والأسرة الهاشمية، لننهض بوطننا، وندخل مئوية دولتنا الثانية، متماسكين، متراصين، نبني المستقبل الذي يستحقه وطننا"، حسب قوله.
وختم العاهل الأردني بيانه قائلا: "وسيبقى الأردن، بهمة النشامى وعزيمتهم وإخلاصهم، شامخا، كبيرا بقيمه وبإرادته وبمبادئه، نبراسنا الحزم في الدفاع عن الوطن، والوحدة في مواجهة الشدائد، والعدل والرحمة والتراحم في كل ما نفعل"، حسب تعبيره.
وكانت قد ذكرت الحكومة الأردنية في بيان صادر عنها الأحد، أن الأمير حمزة كان جزءا من مخطط لـ"زعزعة استقرار وأمن الأردن"، وأن أجهزة الأمن تدخلت عندما تحول الأمر من مرحلة التخطيط إلى مرحلة دراسة التوقيت.
وصدر مؤخرا بيان موقع من جانب الأمير حمزة يضع نفسه فيه بين يدي الملك، وذلك بعد جهود لحل القضية قادها الأمير الحسن بن طلال بتوكيل من العاهل الأردني لرأب الصدع.