تحليل إخباري بقلم مراسلي CNN أندرو كاري وأمير تال
(CNN)-- تبدو سيطرة بنيامين نتنياهو على رئاسة الوزراء الإسرائيلية أقل أماناً بعد تجاوز الموعد النهائي لتشكيل حكومة جديدة بحلول منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء.
قبل ثوانٍ من انتهاء المهلة، أعلن بيان صادر عن حزب نتنياهو، الليكود، أنه أعاد التفويض لتشكيل حكومة جديدة إلى الرئيس رؤوفين ريفلين.
يقع على عاتق الرئيس الآن مسؤولية تقرير أي من القادة السياسيين الآخرين في إسرائيل قد يعهد إليه بمهمة محاولة تشكيل ائتلاف حاكم، أو ما إذا كان سيتبع مساراً مختلفاً لتحقيق انفراجة.
المرشح الأوفر حظا للتفويض بتشكيل الحكومة هو يائير لابيد الوسطي، الذي جاء حزبه "يش عتيد" (هناك مستقبل) في المرتبة الثانية بعد حزب نتنياهو في انتخابات 23 مارس/أذار.
لبيد عمل وزيرا للمالية لمرة واحدة ودخل السياسة في عام 2012 بعد مسيرة مهنية ناجحة كمذيع أخبار تلفزيونية.
لكن حتى لو مُنح لبيد التفويض، يبدو أن الرجل الرئيسي في مفاوضات الائتلاف سيكون نفتالي بينيت، وزير الدفاع السابق وزعيم حزب "يمينا" اليميني.
رغم أن حزبه فاز بسبعة مقاعد فقط من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعداً، يجد بينيت نفسه في وضع استثنائي حيث عرض عليه كل من نتنياهو ولبيد التحالف ورئاسة الوزراء، وكلاهما عرض عليه ترتيب التناوب وقالا إنه يمكنه تولي رئاسة الوزراء.
حتى الآن، قال بينيت إن تفضيله هو تشكيل حكومة يمينية، لكنه لم يستبعد تشكيل حكومة وحدة تضم مجموعة واسعة من الأحزاب من اليمين إلى اليسار.
ورد أحد الأشخاص القريبين من المفاوضات على سؤال من شبكة CNN عن مدى السرعة التي يمكن أن تتشكل بها حكومة الوحدة إذا تم منح لبيد التفويض، قائلا: "بالسرعة التي يريدها بينيت"، وأضاف: "لا يوجد سبب لعدم حدوث ذلك في غضون أسبوع إذا قرر أنه سيحقق ذلك".
وقال مصدر آخر مطلع على المفاوضات لشبكة CNN إن بينيت كان بحاجة إلى السماح بانتهاء تفويض نتنياهو دون نجاح من أجل إظهار أن تشكيل حكومة يمينية غير ممكن.
ودعا زير الدفاع الإسرائيلي الحالي بيني غانتس، مساء الثلاثاء، سلفه إلى عدم التردد، قائلا: "نفتالي بينيت، أعلم أنك شخص ذو قيم. أعلم أن إسرائيل مهمة بالنسبة لك... يجب أن تعلن اليوم أنك تنضم إلى حكومة مؤيدة للتغيير وأنك تدعم التفويض الرئاسي الممنوح لعضو الكنيست يائير لابيد، أنت شخص ذو قيم، لا تدع نتنياهو يدوس عليك ".
كما وجه نتنياهو نداءً في اللحظة الأخيرة لقيم بينيت مع اقتراب الموعد النهائي للتفويض، حيث نشر مقطعاً من الحملة الانتخابية لزعيم "يمينا" يعلن فيه أنه لن يدعم حكومة مع يائير لابيد، ويقول: "أنا يميني وسيتعارض ذلك مع قيمي، وبالنسبة لي، القيم لها وزن".
وعلق نتنياهو على الفيديو في تغريدة قائلا: "نفتالي، اثبت أنك ما زلت يمينياً".
كان يُنظر إلى الانتخابات الإسرائيلية الرابعة في أقل من عامين، مثل الانتخابات الثلاثة السابقة، أولاً وقبل كل شيء، على أنها استفتاء على زعيم إسرائيل الأطول خدمة.
ويحاكم نتنياهو منذ مايو الماضي بتهم رشوة واحتيال وخيانة الأمانة. وهو ينفي الاتهامات ويستخدمها كصرخة لحشد قاعدته اليمينية، واصفا الإجراءات بأنها "مطاردة ساحرات" من النخب الليبرالية ووسائل الإعلام.
لكن حملة نتنياهو لم تكن كافية لمنع وصول برلمان آخر إلى طريق مسدود، مما دفعه إلى محاولة جمع بعض الرفاق غير المتوقعين في جهوده للبقاء في السلطة.
تحطمت آماله عندما رفض الحزب الصهيوني الديني اليميني المتشدد أن يكون جزءاً من أي حكومة تحظى بدعم القائمة العربية الموحدة، وهي حزب إسلامي قد فتح بنفسه أرضية جديدة من خلال توضيح أنه يمكن أن يدعم حكومة يقودها نتنياهو.
مع عودة التفويض الآن بين يديه، من المقرر أن يتشاور الرئيس مرة أخرى مع الأطراف قبل اتخاذ قرار بشأن خطوته التالية، المتوقعة في غضون الأيام القليلة المقبلة.
بدلاً من إعطائه لفرد، يمكنه اختيار تسليم التفويض إلى البرلمان، ودعوة أي من البرلمانيين للعودة إليه كرئيس لأغلبية 61 مقعداً.
حتى يتم الاتفاق على أي حكومة جديدة وتؤدي اليمين الدستورية، يظل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل.