دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تجدّدت المواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في القدس الشرقية، مساء الجمعة، فيما أصيب العشرات، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وقال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في كلمة له الجمعة، إنه وجّه السفير الفلسطيني بالأمم المتحدة إلى طلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث تنفيذ قراراته المتعلقة بالقدس.
وحمّل عباس الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عما يجري من تطورات خطيرة واعتداءات آثمة"، مُطالبًا "المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته الكاملة لوقف العدوان على أهلنا وشعبنا ومقدساتنا".
في غضون ذلك، قالت وكالة "وفا" إن "قوات كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت باحات المسجد الأقصى المبارك، وأطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع تجاه المصلين".
وأصيب 163 شخصًا في المسجد الأقصى بالقدس بعد اشتباكات بين الشرطة والفلسطينيين عقب صلاة العشاء، وفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني.
وذكر الهلال الأحمر أن 80 من الجرحى نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، معظمهم يعانون من إصابات ناجمة عن الرصاص المغلف بالمطاط.
واندلعت المواجهات قرب باب السلسلة داخل المسجد الأقصى، لدى خروج المصلين عقب انتهاء صلاة المغرب والإفطار.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، أغلقت الشرطة الإسرائيلية بابي العامود والسلسلة وطريق الواد في القدس القديمة، وعززت تواجدها قرب باب الأسباط، كما منعت الدخول إلى المسجد الأقصى، وهاجمت المصلين قبل أذان العشاء ومنعتهم من إقامة صلاة التراويح.
في المقابل، قالت هيئة الإذاعة الإسرائيلية، إن الحرم القدسي الشريف شهد مواجهات بين مئات الفلسطينيين وقوات الأمن، مساء الجمعة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن "المشاغبين يلقون الحجارة والزجاجات وأغراض أخرى صوب الشرطة مما أسفر عن إصابة شرطي بكرسي".
واستخدمت الشرطة الإسرائيلية وسائل لتفريق المظاهرات، بينها قنابل صوتية، حسب الإذاعة.
في غضون ذلك، جرت مواجهات مماثلة في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
وأصدرت قطر والأردن وتركيا بيانات إدانة للمواجهات فيالمسجد الأقصى، فيما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، عن قلقها من التوترات المتصاعدة في القدس الشرقية.
كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اقتحام المسجد الأقصى، قائلا إن "الهجوم يستفز مشاعر المسلمين حول العالم ويعكس سياسة إسرائيلية متعمدة في تصعيد الموقف".
وقال أبو الغيط، في بيان له، إن الحكومة الإسرائيلية "صارت أسيرة بالكامل للمستوطنين وأجندتهم المتطرفة".
ومنذ أيام يشارك ناشطون فلسطينيون وأهالي حي الشيخ جراح في احتجاجات متواصلة، اعتراضًا على إخلاء محتمل لمنازل سكان في الحي لصالح جمعيات استيطانية إسرائيلية.
وحصل إسرائيليون بدعم من المحاكم على منازل في الشيخ جراح بالقدس الشرقية، مستندين إلى أن عائلات يهودية كانت تعيش هناك قبل الفرار في حرب 1948. ويريدون إخلاء 58 فلسطينيًا آخر، وفقًا لمنظمة "السلام الآن".
وكانت محكمة إسرائيلية طلبت من أهالي حي الشيخ جراح والمستوطنين التوصل إلى اتفاق.
وقررت المحكمة العليا الإسرائيلية عقد جلسة الاثنين المقبل، بعد أن قدم الأهالي طلب استئناف جديد وتقديم بيانات جديدة من أجل تثبيت ملكية الأراض لأهالي الشيخ جراح، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
يأتي هذا في وقت أفادت الإذاعة الإسرائيلية، الجمعة، بأن الجيش الإسرائيلي عزز قواته في الضفة الغربية "على خلفية الأوضاع الأمنية المتوترة بأربع كتائب" إضافية.