عمّان، الأردن (CNN)-- أشهر رسميا الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمّان، المجلس الاستشاري الدولي لتطوير الأراضي المجاورة لموقع عمّاد المسيح (المغطس) عند الضفة الشرقية لنهر الأردن، وأحد أكثر الأماكن قداسة على وجه الأرض لجميع الطوائف المسيحية في العالم.
ويأتي الاشهار الذي حضره العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بعد عام على تأسيس المجلس ليتولى مهمة تطوير الأراضي المجاورة لموقع المغطس، وفق خطة استراتيجية فنية تسعى لإيجاد مسارات سياحية تمر بالموقع، وإنشاء مشاريع سياحية وفنادق تلبي احتياجات زوار المنطقة عدا عن الحجاج من مختلف الطوائف المسيحية.
وقال طالب الرفاعي، وزير السياحة الأردني السابق والعضو في المجلس الاستشاري إلى جانب 16 شخصية أردنية وأجنبية إن المجلس لديه مهمة فنية ويضم في عضويته مجموعة من الخبراء في الترويج السياحي والثقافي والتنمية وعدد من المستثمرين، مبينا أن عضوية المجلس اقتصرت على الخبرات الفنية فقط.
وفي حديثه لموقع CNN بالعربية، الأربعاء، بيّن الرفاعي أن المجلس سيضع خطة لتطوير المنطقة المحيطة بالمغطس دون المساس به، لأنه مدرج على لائحة التراث العالمي لليونيسكو، ويتولى الاشراف عليه مجلس أمناء هيئة المغطس، برئاسة الأمير الأردني غازي بن محمد.
ولم يضم المجلس الاستشاري أية شخصيات دينية مسيحية لعدة اعتبارات وفقا للرفاعي، من بينها طبيعة عمل المجلس الفنية، وعدم إمكانية تمثيل أي مرجعية دون غيرها قائلا إن ذلك "غير عملي من الناحية الفنية"، وقال إن جملة استثمارات ومشاريع من المتوقع أن يبدأ العمل بها "خلال عامين".
وأضاف "قضية تطوير محيط موقع المغطس ليست قضية مسيحية فقط، هي قضية تهم البشرية.. كثير من الناس لم يروه ولابد من إعادة الاعتبار سياحيا وثقافيا له، وتوسيع النشاطات والمسارات السياحية فيه"، معتبرا أنه ليس “مستغلا بشكل كاف” رغم ما يمثله من إرث حضاري وإنساني وديني.
ويتضمن المجلس الاستشاري الذي شكّل في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، شخصيات عامة ورجال أعمال من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتايلاند والصين ونيوزلندا و4 خبراء أردنيين أيضا، بينهم الرفاعي.
ومن بين تلك الشخصيات، زعيم البوذيين التبتيين الدالاي لاما، ومؤسس شركة علي بابا الصيني جاك ما، والأمريكي كوينسي جونز مالك مجموعة كوينسي جونز للإنتاج، والمخرج السينمائي النيوزيلندي بيتر جاكسون، مخرج سلسلة أفلام ملك الخواتم.
وفي هذا السياق، أشار الرفاعي إلى تشكيلة المجلس المتنوعة بمن فيها كبار مستثمرين في الخارج، سيسهمون في بعض الاستثمارات وسيتم الترويج أيضا للتطوير لاحقا عبر إحدى شركات الإنتاج الإعلامي الكبرى من خلال عضوية اللجنة، عدا عن الاستثمارات التي سيتم العمل عليها.
ويسعى مشروع التطوير أيضا، إلى تعزيز البنية التحتية لمحيط الموقع، وإنشاء قرية للحجاج وأماكن لإقامة الاحتفالات الدينية، فضلا عن تطوير مشاريع زراعية وحدائق في المناطق المجاورة.
ولفت الرفاعي في هذا السياق، إلى أن استقطاب السياح والزوار لمنطقة المغطس لن يقتصر على الحجاج المسيحيين بطبيعة الحال، قائلا إن الصين مثلا ليس فيها أغلبية مسيحية لكن المغطس يشكل موقعا روحيا وإنسانيا لمن يزوره.
وترمي خطة التطوير، إلى إشراك المجتمع المحلي في محيط المغطس والمناطق التي سيشملها والمسارات السياحية المستحدثة، وفقا للرفاعي، مؤكدا أن إشراك المجتمع المحلي يحمي الموقع ويساهم في تطوير محيطه.
ومن بين المسارات التي من المتوقع العمل عليها للحجاج المسيحيين وغيرهم من الزوار، ربط محيط المغطس بمسار مع موقع جبل نيبو في محافظة مادبا وغيره من المواقع، في محاكاة قد تشبه مسارات السياحة الدينية في بعض دول العالم، كما في مدينة سانتياغو شمال إسبانيا، بحسب الرفاعي، التي تحتضن ما يعرف بشبكة مسارات طرق سانتياغو دي كومبوستيلا( طرق القديس يعقوب) المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو.
وأكد الرفاعي، أن تطوير مشروع الاراضي المجاورة للمغطس، لن "يشمل منطقة غرب النهر".
وبحسب الإحصاءات الرسمية، يزور موقع المغطس سنويا نحو 200 ألف زائر قبل فترات جائحة كورونا، التي انعكست بالانخفاض لاحقا، بما نسبته 20% على مجمل الزوار.
وعن آليات التمويل لمشروع التطوير، قال الرفاعي: "سيكون هناك خطة شاملة للتطوير، وبدأنا العمل على نوعين من التمويل، الأول من خلال جمع التبرعات والثاني تمويل استثماري من خلال مشاريع الفنادق والمطاعم وإلى إلى ذلك، ومن المتوقع أن يبدأ العمل بها خلال سنتين".
ونوه الرفاعي إلى أن محيط المغطس، بحاجة إلى "إنشاء فنادق من نوع خاص وليست من فئة فنادق الخمسة نجوم، لاعتبارات تتعلق بطبيعة الزوار المهتمين للمنطقة من طلاب وسياح مغامرات وفئات مختلفة".